تواصلت سلسلة التغييرات التي مست قيادة المؤسسة العسكرية أمس بقيام رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة « بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بإنهاء مهام رئيس قسم الاستخبارات و الأمن الفريق توفيق «محمد مدين» المعروف باسم « توفيق» الذي أحيل على التقاعد واستخلافه بالمدير السابق للأمن الداخلي في دائرة الأمن والاستعلام «عثمان طرطاق» والمستشار الحالي للشؤون الأمنية برئاسة الجمهورية. وحسب بيان رئاسة الجمهورية فإنه بموجب أحكام المادتين 77 (الفقرتين 1 و 8) و 78 الفقرة (2) من الدستور أنهى رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة مهام رئيس قسم الاستخبارات و الأمن الفريق «محمد مدين« الذي أحيل على التقاعد. وأضاف البيان أن الرئيس عين عثمان طرطاق رئيسا لقسم الاستخبارات و الأمن.من جهته بيان صادر أمس عن وزارة الدفاع الوطني قال « طبقا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قام الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على مستوى مقر وزارة الدفاع الوطني وبحضور إطارات و وزارات الدفاع بتنصيب السيد عثمان طرطاق في وظائف رئيس دائرة الاستعلام والأمن خلفا للفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد».وكان رئيس الجمهورية قد شرع مند سنة 2013 في إحداث تغييرات كبيرة في المؤسسة العسكرية وعلى جهاز المخابرات وإلحاق المديرية المكلفة بمتابعة الصحافة والإعلام والاتصال وكذا مديرية أمن الجيش بقيادة أركان الجيش قبل أن يجعل من قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح نائبا له . وفي شهر جويلية الفارط أجرى الرئيس تغييرات أخرى وصفت بالهامة على رأس ثلاثة أجهزة تابعة للجيش هي الأمن الداخلي وأمن رئيس الدولة والحرس الجمهوري وشمل التغيير قائد مديرية الأمن الداخلي (جهاز مكافحة التجسس) ومسؤول مديرية الأمن الرئاسي وقائد الحرس الجمهوري وكلهم برتبة عميد. كما قام بتغييرات واسعة في قيادات النواحي العسكرية حسب ما ورد في العدد 74 الأخير للجريدة الرسمية منها إنهاء مهام العميد عبد القادر بن زخروفة بصفته رئيسا لأركان الناحية العسكرية الأولى ليخلفه العميد نور الدين حداد وإنهاء مهام العميد السعيد زياد بصفته رئيسا لأركان الناحية العسكرية الخامسة وتعيين بدله العميد خليفة غوار فضلا عن إحالة قائد الدرك الوطني «أحمد بوسطيلة» على التقاعد الأسبوع الفارط وتعيين مكانه اللواء «مناد نوبة» قائدا جديدا للدرك الوطني. وجاء إنهاء مهام الفريق» محمد مدين» وإحالته على التقاعد مفاجئا للطبقة السياسية خاصة وأنه تصادف مع مرور يوم واحد من تصريح الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي « أحمد أويحيى « الذي قال بأن الرئيس ليس في حرب مع الدياراس ولا مع أية جهة أخرى فالتغييرات العسكرية الجارية عادية حسب أويحيى ومن صمن صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية. من هو الجنرال توفيق؟ محمد مدين المعروف إعلاميا باسم « توفيق « ولد سنة 1930 في قنزات بولاية سطيف التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1957 وخلال الثورة التحريرية أوكلت له مهام تسهيل عملية إدخال السلاح بالحدود الشرقية بالولاية الثانية وبعد الاستقلال ونيل الجزائر استقلالها انتقل الفريق «توفيق « إلى الاتحاد السوفياتي حيث تلقى تكوينا عسكريا في مجال الاستخبارات. وخلال فترة ترؤس الرئيس الأسبق المرحوم الشاذلي بن جديد عمل الفريق توفيق مسؤولا عن الأمن العسكري بوهران وفي سنة 1980 عين قائدا للمعهد العسكري للهندسة ثم مديرا للمديرية الوطنية لأمن الجيش وفي 68 عين قائدا للأمن الرئاسي وفي نوفمبر 1990 عين مديرا لدائرة الاستعلام والأمن إلى غاية أمس تاريخ إحالته على التقاعد بعد ترقيته مؤخرا من رتبة جنرال إلى فريق. من هو الجنرال بشير طرطاق .. خليفة الجنرال توفيق؟ عثمان طرطاق هو لواء متقاعد يشغل إلى هذا اليوم منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية حيث سبق و أن تقلد مسؤوليات عليا بمصالح الاستخبارات والأمن ولد عثمان طرطاق في أوائل 1950 في منطقة قسنطينة. تم تجنيده من قبل الأمن العسكري، سلف جهاز DRS في عام 1972 أثناء دراسته. وبعد تدريب لمدة سنة في موسكو في مدرسة ل KGB، تم تعيين طرطاق في تندوف في المنطقة العسكرية 3. وفي عام 1990، ورث دورا تشغيليا في قيادة الأركان. مع وصوله إلى الحكم، أحال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، طرطاق على التقاعد قبل أن يستدعيه في ديسمبر 2011 إلى رئاسة مديرية الأمن الداخلي أصبح طرطاق الرجل الثاني في جهاز DRS، وأصبح على هذا النحو يتولى قيادة التدخل العسكري في أعقاب الهجوم الإرهابي على موقع عين أميناس الغازي في جانفي 2013 . وبعد إحالته على التقاعد في جويلية عام 2014، استُدعي مرة أخرى إلى قصر المرادية لمنصب مستشار. وفي 13 سبتمبر 2015 تم تعيينه رئيسا لقسم الاستخبارات و الأمن.