ما تزال المداشر والقرى الواقعة بالجهة الغربية لبلدية ڤرومة التابعة لدائرة الاخضرية والتي تبعد عنها بأزيد من 60 كلم شرقا، تواجه نقائص ومشاكل جمة أدخلت السكان في دوامة من المعاناة جراء الإقصاء والحرمان.. ورغم الشكاوى العديدة والمتكررة المرفوعة إلى السلطات المحلية إلا أن الإهمال والتهميش وعدم مراعاة هذه الأخيرة لآلامهم زاد من من حدة المشاكل وصعوبة الحياة بهذه القرية. أدنى ضروريات الحياة تغيب عن القرى الجبلية النائية السلام ومن خلال لقائها بسكان القرى أبدوا استياء شديدا وتذمرا كبيرا إزاء أوضاعهم المعيشية المزرية، وأصبحت الحياة بها لا تطاق في ظل عدم وفاء السلطات بوعودها لحل المشاكل وإيفاد النقائص التي يعانون منها، زاد من حدة معاناتهم الخطر الناجم من الإنارة العمومية التي تم إنجازها مؤخرا إلا أنها تحولت إلى مصدر رعب لأبناء القرى. مشكل الإنارة العمومية أولى اهتمامات سكان القرى للحفاظ على ممتلكاتهم يواجه سكان هذه الاخيرة خطر التكهرب الذي يهدد حياتهم في كل لحظة بسبب أسلاك الإنارة العمومية التي أنجزت مؤخرا، إلا أن سوء الإنجاز وضع حياة السكان في خطر جراء الشرارة كهربائية التي قد تنجم عن التقاء أسلاك الكهرباء ببعضها خاصة مع تساقط الأمطار، حسب السكان الذين أضافوا بأن المشكل أدى في الكثير من المرات إلى انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي أثار استياء وتذمرا للسكان خاصة أصحاب المحلات التجارية والمقاهي التي تعرضت أجهزتها للتعطل بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وهو الخطر الذي يواجهه السكان ووقف في وجه فرحتهم بالإنارة العمومية وأبقى على معاناتهم والظلام الدامس الذي يخيم على القرى ما صعب من تنقلاتهم ليلا وحرمهم من حماية أنفسهم من خطر الاعتداءات والسرقة التي تعرف تفشيا في هذه المنطقة الجبلية. نقص فادح في التزود بالمياه الشروب والسكان يستنجدون بالصهاريج مشكل آخر تصدر قائمة اهتمامات سكان القرى نقص فادح في التزود بالمياه الشروب، المادة الحيوية التي تصل إلى بيوتهم مرتين في الأسبوع وبكميات قليلة بحيث يتزودون بها من 3 خزانات مصدر مياهها الينابيع، يقول عنها السكان بأنها تشكل خطرا على صحتهم نظرا لعدم نظافة الخزانات وقدم قنوات الربط بالمياه، فالمياه تصلهم ملوثة وذات رائحة كريهة، كون المصدر غير مغطى ويستغله أصحاب المواشي لري مواشيهم،الوضع الذي ناشد بشأنه السكان السلطات المحلية لإنهائه بتجديد قنوات الربط وإعادة تهيئة خزانات المياه للمحافظة على نظافتها، مقترحين في السياق ربطهم بالمياه انطلاقا من سد تلسديت كدية أسردون في إطار برنامج التحويلات الكبرى لمياه السدود. الغاز الطبيعي مطلب ملح وحلم يراودهم منذ سنين طالب سكان القرى بضرورة برمجة قراهم ضمن القرى المعنية بالربط بشبكة الغاز الطبيعي في أقرب الآجال لوضع حد لمعاناتهم ورحلة البحث عن قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم وحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، خاصة وأن المنطقة معروفة بطابعها الجبلي الوعر وببرودتها القاسية شتاء، أين تعرف تراكما كبيرا للثلوج يدوم لعدة أيام يجد خلالها السكان أنفسهم في صراع والبحث عن قارورات الغاز التي تعرف ندرة حادة باعتبار القرى تقتني قارورات الغاز من مركز بيع واحد، هذا الأخير الذي يشهد طيلة فصل الشتاء طوابير من المواطنين الذين يتزاحمون للظفر بقارورة غاز ومن لم يسعفه الحظ يتوجه إلى غاية البلدية مركز أو إلى المناطق المجاورة ومن العائلات من تلجأ إلى الحطب كحل للأزمة، الوضع الذي أرّق السكان وطالبوا بضرورة الإسراع في ربطهم بهذه المادة الحيوية على غرار القرى الشرقية والوسطى للبلدية التي استفادت من هذه المادة. قاعة علاج وهيكل بلا روح ودون طبيب تحدث سكان القرى عن تدني الخدمات الصحية بقاعة العلاج المتواجدة ببعض القرى والتي يستفيد من خدماتها سكان المداشر والقرى المجاورة وهي لا تتوفر سوى على ممرض واحد ولا يوجد بها طبيب، فالمرضى يضطرون إلى التوجه نحو البلدية مركز أو إلى مدينة الأخضرية أو مقر الدائرة لتلقي العلاج، ما يضاعف من معاناتهم والمرض بسبب عناء التنقل، مطالبين في السياق بضرورة دعم المركز الصحي بالأجهزة الطبية اللازمة وتوفير طبيب يداوم على الأقل مرتين في الأسبوع لتجنيب كبار السن قطع مسافات طويلة من أجل العلاج. من جهة أخرى طالب السكان الجهات المسؤولة بضرورة الوقوف على وضعية المدارس الابتدائية المتواجدة بالقرى قصد تهيئتها ومنه تحسين وضعية التمدرس للتلاميذ القادمين من القرى المجاورة خاصة المطاعم المدرسة. هذه المشاكل وأخرى كغياب ملعب لممارسة الرياضة وانعدام المرافق الترفيهية وغيرها من المرافق الضرورية رفعها السكان إلى السلطات المحلية في العديد من المناسبات وتلقوا وعودا بحلها، إلا أنه لا جديد يذكر وبقي السكان يواجهون الشقاء في انتظار وفاء المسؤولين بوعودهم التي طال أمدها. ا.سليمان