غير بعيد عن ولاية الأغواط، وبحوالي 35 كلم، توجد قرية أنفوس التابعة إقليميا لبدية الغيشة غرب الولاية، القرية النائية التي كثيرا ما يقال عنها أنها قرية منكوبة بأتم معنى الكلمة نظرا للأوضاع المعيشية المزرية التي يتخبط فيها قاطنو هذه القرية من نقائص بالجملة أرهقت كاهل السكان، بالإضافة إلى الفقر المدقع المميز لسكان هذه القرية وكذا قسوة الظروف الطبيعية لأن القرية ذات طابع جبلي تقع في أعالي جبال بلدية الغيشة وبارتفاع 900 كلم عن سطح البحر· كل هذه الأمور لم تشفع لسكانها في عيش حياة هنيئة من خلال توفير أبسط متطلبات الحياة الضرورية، فقرية أنفوس تشتكي جملة من النقائص التي زرعت في نفوس سكانها إحساسا بالحقرة والتهميش في ظل عدم التفاتة المسؤولين إليهم والتحسين من وضعيتهم الكارثية إن صح التعبير، فغياب ربط منازلهم بغاز المدينة يعتبر المشكل رقم واحد بالنسبة إليهم نظرا للدور الفعال الذي تلعبه هذه المادة الأساسية في حياة السكان حيث عبروا لنا عن معاناتهم الكبيرة مع قارورات غاز البوتان التي تصل تكلفتها إلى 300 دج، ويلجؤون إلى القرى والبلديات المجاورة مثل بلدية أفلو من أجل اقتناء قارورات غاز البوتان التي تستعمل للطهي والتدفئة لعدم توفرها بالقرية قاطعين عشرات الكيلومترات للبحث عنها· ولعل الشيء الذي زاد من معاناة السكان هو التساقط المعتبر للثلوج بقرية أنفوس مما يؤدي إلى الشلل التام عبر طرقات القرية جراء الثلوج بالإضافة إلى الطابع الجبلي المميز لطرقاتها حيث يلجؤون إلى الاستعانة بدوابهم من أجل التنقل وكذا توفير متطلبات الحياة خلال فترة الشتاء نظرا للحالة المزرية والمتدهورة التي تعرفها الطرق، والتي أصبحت لا تصلح للسير لا في الصيف ولا في الشتاء جراء كثرة الحفر والتشققات، بالإضافة إلى صعوبة مسالكها حيث اشتكى السكان من غياب النقل، ما صعّب من تنقلاتهم خاصة على التلاميذ الذين يدرسون ببلدية الغيشة، في حين وفي اتصالاتنا بسكان هذه القرية وفي حديثنا مع رئيس لجنة الحي الذي أكد بدوره سوء الأوضاع المعيشية السائدة بالقرية، أضاف أن هناك العديد من النقائص، حيث أكد لنا أنهم مازالوا يستعينون بالآبار من أجل التزود بالماء الصالح للشرب بالرغم من مضي أكثر من 4 سنوات من انتهاء الأشغال بخزان المياه الكائن بالقرية، إلا أن الانقطاعات المتكررة هي السمة الوحيدة المميزة لهذا الخزان، كما اشتكى محدثنا من غياب الإنارة العمومية وكذا غياب ربط منازلهم بقنوات الصرف الصحي مما ساهم في انتشار الأوساخ في كامل أرجاء القرية مبينا لنا أن القرية تحتوي على مركز صحي يفتح أبوابه مرة واحدة خلال الأسبوع أما باقي الأيام فهو مغلق، كما طالب رئيس لجنة الحي السلطات البلدية المعنية بضرورة رفع نسبة استفادة القرية من سكنات البناء الريفي لأنها قليلة جدا· للإشارة، فقد تركنا سكان هذه القرية وكلهم أمل وتفاؤل في التفاتة من طرف السلطات المعنية الولائية حيث ناشدوا الوالي التدخل العاجل من أجل الوقوف على معاناتهم والسعي لرفع الغبن عنهم·