أطلقت مصالح الأمن في عنابة والمتمثلة في كتيبة التدخل السريع بالتنسيق مع مصالح الأمن العمومي بداية من الأسبوع الجاري حملة مداهمة واسعة استهدفت تطهير شوارع وأرصفة المدينة من التجارة الموازية التي عرفت انتشارا واسعا وغير مسبوق في الآونة الأخيرة، التي تعاقبت فيها المناسبات، على غرار الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف،وكذا رأس السنة الميلادية. كثّفت ذات المصالح تواجدها بمختلف الأماكن العمومية والفضاءات التجارية بالولاية، حملة المداهمة هذه أسفرت على حجز مواد استهلاكية شكولاطة وحلوى.. التي كان يروج لها الباعة بأسعار زهيدة إضافة إلى العطور والهديا، فضلا عن إخلاء مختلف نقاط بيع الخضر والفواكه لأصحاب العربات التي تجوب وسط المدينة. ووسط حالة استنفار قصوى من قبل التجار الفوضويين مسّت العملية كل من شارع الأمير عبد القادر، عسلة حسين، زنين العربي، الحطاب، شارع خميستي، ديدوش مراد وعقبة ابن نافع، في حين أبدى الباعة المتجولين تذمرهم الشديد في ظل حملة المداهمة والمطاردة التي يشنها رجال الأمن في كل مرة، حيث أكدّ الكثير أن هذا النوع من التجارة على الرغم من المشاكل التي تتبعهم إلا أنها مصدر عيشهم، كما أنها مقصد للكثير من العائلات والمواطنين الذين يفضلونها على المحلات التجارية. في المقابل أكدت المصالح المحلية ببلدية عنابة على محاربة الظاهرة من خلال هدم وتخريب الأسواق الفوضوية التي يتم استحداثها خاصة على أرصفة والطرقات والمتمثلة في الطاولات الحديدية وأخرى من الكارتون، ما جعل المدينة تأخذ طابع الترييف، إلاّ أنه ورغم المجهودات الحديثة تبقى هذه الظاهرة مصدر قلق لكل من السلطات المحلية ومصالح الأمن نظرا للمشاكل التي تترتب عليها، خاصة وأنّ شراء السلع الاستهلاكية من الطاولات التي تجعلها بعيدة كليا عن شروط الحفظ الصحية المعمول بها يضع المستهلك وعائلته في مواجهة خطر التسمم.