تزداد المخاطر الأمنية على الحدود الجزائرية الليبية مع حالة التأهّب التي أعلنتها هيئة الأركان الأمريكية التي تستعّد لحشد قواها، قبل إعلان تدخّل عسكري في ليبيا لوقف نزوح التنظيم الإرهابي داعش الذي يعتزم اتخاذ ليبيا كقاعدة إقليمية. في السياق، أكّد أول أمس الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة "وجود حاجة للقيام بتحرّك عسكري عاجل وحاسم لوقف انتشار تنظيم داعش في ليبيا". وتعمل هيئة الأركان الأمريكية على تشكيل "قوة أمنية" من خلال ضمان دعم حلفاء من المنطقة، مع التركيز على الدول الجارة ليبيا، وهو ما يتنافى مع التقاليد الجزائرية في إطار سياستها الخارجية التي تمتنع عن التدخّل في الشؤون الداخلية للدول. وتحدث تقرير أمني أمس، نشر بجريدة" الشرق الأوسط" عن وصول فرق عسكرية أمريكية وبريطانية وروسية إلى ليبيا، حطّت بقاعدة جمال عبد الناصر الليبية، فيما هبطت مجموعة أمريكية في غرب طرابلس على حد ما جاء في نفس التقرير، إضافة إلى وصول 500 جندي في إطار ما سمّوه "دعم الحكومة الجديدة"، كما تنبأ ذات التقرير بوصول قوات فرنسية، إلا أن القيادة العامة للجيش الليبي نفت وصول أي قوات إلى أراضيها، وأوضحت أن الجنود الذين وصلوا إلى ليبيا كانوا في مهمة استطلاعية بهدف تقديم نصائح وإرشادات للجيش الليبي. وتمركز التنظيم الإرهابي داعش في مدينة سرت بعد سيطرته على المنشآت النفطية بعد الضربات التي تكبّدها التنظيم في سوريا والعراق، ما دفعه لتحويل وجهته نحو ليبيا، في وقت لا تزال الحكومتين تتصارعان للتربع على كرسي السلطة.
مستجدات الملف الليبي وضعت قوات الجيش الجزائري في حالة استنفار بالمناطق الحدودية، فيما أكّد قايد صالح نائب وزير الدفاع استعداد وحدات الجيش المرابطة على الحدود لإحباط أي محاولة تسلّل أو اعتداء إرهابي محتمل على خلفية تهديدات تنظيم "داعش" في ليبيا.