باشرت الدول الأعضاء في منظمة الشرطة الدولية "أنتربول" بما فيها الجزائر أبحاثا عن 180 شخصا من مهربي البشر مطلوبين من قبل الأنتربول. وأوقفت الشرطة الدولية 26 شخصا بتهمة المشاركة في شبكات إجرامية لتهريب المهاجرين، دون أن تحدّد الدول التي أوقفوا بها، ومن بين الموقوفين مغربي يبلغ من العمر 39 سنة يشتبه في أنه قدّم لثلاثة سوريين هويات بلجيكية مزوّرة مقابل 12 ألف أورو ما يعادل 13671 دولارا أمريكيا، ومواطن صربي يشتبه في أنه هرب 25 مهاجرا من صربيا إلى المجر، إضافة إلى توقيف شخص مهمته تحديد طرق الهروب، ومحاسب تابع لعصابة ألبانية تقوم بتهريب المهاجرين من فرنسا إلى انجلترا على متن قوارب مقابل 14 ألف أورو لكل شخص، كما تمَّ إلقاء القبض على مواطن إيراني يشتبه في أنه عضو في عصابة تهريب دولية. وتأتي هذه الاعتقالات في إطار عملية يطلق عليها اسم "هيدرا" للهجرة غير الشرعية أطلقت شهر أكتوبر الماضي، وتعد أكبر عملية من هذا النوع تهم 40 دولة وتستهدف 180 مشتبها فيه، وللقيام بهذه العملية قامت "أنتربول" بتعبئة 28 ضابط شرطة متخصصين في مكافحة الهجرة غير الشرعية من 24 جنسية مختلفة. وكانت منظمة الشرطة الدولية "الأنتربول" قد نشرت صورا ومعلومات عن 11 من كبار مهربي البشر في العالم ووجّهت نداء عاجلا إلى التبليغ والتعاون مع الجهات المختصة لاعتقالهم وتسليمهم إلى العدالة. وتضمّن البيان أسماء كبار المهربين ومنهم ماريانا غروكريسكو زعيمة العصابة الرومانية، خوليو كولييف رئيس العصابة البلغاري. وطالب الأنتربول بالمساعدة في تعقّب هؤلاء الأشخاص بعدما ثبت أن لهم صلة بتهريب المهاجرين غير الشرعيين، من بينهم روماني مدان بتهريب مواطنين عبر النقاط الحدودية المجرية والنمساوية، ورجل فرَّ عقب انقلاب الشاحنة التي كان يهرّب بها تسعة أفغان، قتل اثنان منهم. وأكّد "الأنتربول" الذي يتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا له، في بيان له بدخول نحو 1.4 مليون مهاجر غير شرعي إلى دول القارة الأوروبية خلال السنة الفارطة. وحسب الأنتربول قدرت أرباح شبكة تهريب المهاجرين بخمسة مليارات أورو سنة 2015 في أوروبا لوحدها، بعدما تمكنت من ترحيل أكثر من مليون مهاجر جلهم من سوريا. وتشير "أنتربول" إلى أن المهربين يعملون على حجز جوازات سفر ضحاياهم من أجل زيادة تكلفة السفر على الطريق، ليصل المبلغ في نهاية المطاف إلى مئات الأوروهات للشخص الواحد. وتحوّلت تجارة البشر إلى تجارة مربحة على الحدود الجزائرية في ظل تدفق مئات اللاجئين على عين ڤزام وتمنراست يوميا بعدما يدفعون مبالغ مالية بالعملة الصعبة للوصول إلى الأراضي الجزائرية. ويدفع الأفارقة المتطّلعون إلى بلوغ الأراضي الجزائرية ما قيمته 1100 أورو لأشخاص يسهّلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين، ثم يقومون بدفع ما قيمته 1500 أورو إضافية من أجل إدخالهم إلى الأراضي الجزائرية و بالضبط إلى ولاية تمنراست الحدودية.