تتجه كل الأنظار اليوم إلى فندق الأوراسي بالعاصمة أين تنعقد الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي سيترأسها الأمين العام عمار سعداني في ظل وجود تشنج في محيط الأفلان، لاسيما بعد التصريحات النارية التي أثارت زوابع في الرأي العام والتي كان قد أطلقها سعداني ضد الفريق المتقاعد محمد مدين المعروف باسم توفيق، وكذلك الأمين العام السابق للأفلان عبد العزيز بلخادم. حيث تنطلق أشغال اللجنة المركزية للأفلان اليوم في جو سياسي نوعا ما مشحون، جعل من هذه الدورة ورغم أنها كانت عادية أن تأخذ طابعا غير عادي، لاسيما بعد ظهور مستجدات في الساحة كان آخرها وجود تسريبات حول إمكانية قيام الفريق المتقاعد توفيق بالرد واللجوء إلى مقاضاة سعداني حول الاتهامات التي كان قد وجهها له هذا الأخير في اجتماع المحافظين بسيدي فرج. في ظل هذا علمت "السلام" أن اللجنة المركزية للأفلان منقسمة إلى ثلاثة أجنحة، جناح يقوده نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني وعضو اللجنة المركزية بهاء الدين طليبة، الذي يسعي من خلال التعبئة التي باشرها منذ أيام لادراج نقطة في جدول الأعمال تتضمن تجديد الثقة في الأمين العام الحالي عمار سعداني، أين سيقوم أعضاء اللجنة المركزية المنضوون تحت هذا الجناح، بإعادة تزكية الأمين العام الحالي عمار سعداني، فيما يوجد جناح آخر ينتظر الضوء الأخضر للانقلاب على سعداني، وجناح ثالث يمسك العصا من الوسط ينتظر ما ستفرزه المستجدات. كما سيتضمن اجتماع اللجنة المركزية اليوم في جدول اعماله تقييم عمل الحزب طيلة سنة، إضافة إلى التطرق إلى مسألة التحضيرات للانتخابات التشريعية المقبلة. وفي سياق آخر، ورغم أن مسألة تحرك توفيق لمقاضاة سعداني مازالت غير مؤكدة، ومنهم من استبعدها مطلقا، يشوب هذه الدورة المركزية التي تنعقد صباح اليوم نوعا من تصاعد موجة التوتر ضد عمار سعداني كان آخرها احتجاجات بالأغواط حول تصريحاته ضد عبد العزيز بلخادم، اضافة إلى احتجاجات اخرى مثل الوقفة التي كانت مقررة أمس في باتنة والتي تحولت حسب الأصداء الأخيرة الى لقاء تم الاتفاق فيه على القيام وتحويل الإحتجاج إلى فندق الأوراسي اليوم، الذي يحتضن الدورة. كما أنه ورغم وجود نوع من التماسك الداخلي في الأفلان حاليا، سبقه هدوء نوعي في الحزب لمدة طويلة، الا أن عودة عمار سعداني بعد غياب طويل، وبداية خرجاته الاعلامية عادت لتصنع الحدث في الرأي العام، وربما حركت المياه الراكدة، كان آخرها اجتماع التقويميين بقيادة عبد الكريم عبادة، اضافة إلى لقاءات ماراطونية قام بها عبد العزيز بلخادم مع الأقطاب المعارضة لسياسة سعداني. كما تأتي هذه الدورة المركزية في ظل وجود تسريبات حول امكانية لعب غريم عمار سعداني وغريم احمد اويحيى في نفس الوقت، عبد العزيز بلخادم لدور سياسي مقبل، واحتمال تعيينه في منصب جديد مهم. الا أن كل هذا يبقى محل تجاذبات سياسية ملفوفة بحمى التشريعيات التي اصبحت على الأبواب، اضافة إلى مسألة التوافقات. كما أنه من المتوقع أن يتفاعل الأمين العام للأفلان عمار سعداني مع ردود الفعل التي اثارتها تصريحاته الأخيرة والتي كانت قد احدثت ضجة وسط الرأي العام، والمتعلقة بالجنرال توفيق واحداث غرداية، اضافة إلى وجود تسريبات حول امكانية لجوء توفيق إلى مقاضاة عمار سعداني، هذا اضافة إلى رد فعل بلخادم حول الاتهامات التي وجهها له سعداني ووجود احتجاجات ضده في الاغواطوباتنة. ومن جانب آخر، كشفت مصادر غير مؤكدة عن احتمال تقديم عمار سعداني لاستقالته في ظل الضغط الموجود، الا أن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة، لكن لا تنفي وجود ضغوطات على الأمين العام الحالي عمار سعداني.