كشف وزير الخارجية مراد مدلسي أمس، أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل سيزور الجزائر قريبا. وقال مدلسي أمام لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية : " أؤكد أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل سيزور الجزائر قريبا ومن المحتمل قبل نهاية السنة الجارية"، مضيفا "اتصالاتنا مشجعة ونحن ليس لدينا خيار آخر سوى العمل مع بعض، ليتابع "الوضع في ليبيا حليا جد مقلق". وكان أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد التقى منتصف أكتوبر الماضي على هامش قمة الدوحة للغاز، رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بوساطة قطرية، وهو أول لقاء رسمي بين قيادة البلدين منذ سقوط نظام القذافي. وأعلن مؤخرا عن زيارة لوفد من المجلس الإنتقالي الليبي إلى الجزائر لضبط مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين الجارين، خصوصا التحديات الأمنية على الحدود بعد انهيار نظام القذافي. وتمت برمجة هذه الزيارة خلال لقاء بين وزير الخارجية مراد مدلسي ورئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل، غير أن الزيارة تكون قد تأجلت إلى غاية تشكيل حكومة ليبية جديدة. وأعلنت الجزائر نهاية سبتمبر الماضي اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي كما أبدت إرادتها في العمل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة، بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. وعرفت العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا تدهورا منذ بداية النزاع المسلح الذي أطاح بالقذافي، حيث عارضت الجزائر منذ البداية التدخل الدولي في الأزمة الليبية وحذرت من تداعيات ذلك على الأمن بالمنطقة. وأكدت الحكومة في عدة مناسبات أنها تقف محايدة بين جميع أطراف الأزمة الليبية، فيما لم يتوان أعضاء من المجلس الانتقالي في توجيه اتهامات للجزائر بمساندة ألقذافي بالمرتزقة والسلاح، دون تقديم أدلة على ذلك. ونفت الجزائر في عدة مناسبات وحتى الدول الحليفة للسلطات الجديدة في ليبيا هذه الاتهامات لكن العلاقات بين الجانبين بقيت متوترة إلى غاية اليوم.