أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي، أصبحت رسمية ومنتظمة، مضيفا أن الاتصالات أصبحت تقريبا يومية مع مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل، وهي بذلك تسير في الاتجاه الأحسن. سلط وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس، الضوء مجددا على ملف العلاقات بين الجزائر السلطات الجديدة في ليبيا ممثلة في المجلس الانتقالي، حيث أكد الوزير في لقاء صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ عقب اختتام زيارته للجزائر، أن العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي تسير في الاتجاه الأحسن، بمعنى أن الحكومة الجزائرية وقيادات المجلس الانتقالي يكونان قد تجاوزا حالة التوتر التي سادت الأشهر الأولى للأزمة الليبية. ويتضح ذلك أكثر من خلال تأكيد مراد مدلسي أن العلاقات مع السلطات الجديدة في ليبيا أصبحت رسمية ومنتظمة وأن الاتصالات بين الجزائر ورئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل تكاد تكون يومية. من جهة أخرى كشف مدلسي عن لقاء جمع أول أمس سفير الجزائر بطرابلس برئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ووصف نتائجه بالمثمرة رغم أنه لم يذكر تفاصيله، إلا أنه نقل تأكيد مصطفى عبد الجليل على الزيارة المرتقبة لوفد ليبي للجزائر قريبا، وحرص عبد الجليل على بناء تعاون متعدد الأشكال قوي وطموح. ومعلوم أن مدلسي كان قد صرح مؤخرا، أن هناك تحضيرات لزيارة محتملة لوفد من الانتقالي الليبي إلى الجزائر قصد رسم معالم العلاقات الثنائية بين البلدين، وبخصوص أفراد عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر، جدد مدلسي التأكيد أن استقبالهم كان لأسباب إنسانية :»لقد استقبلناهم لأسباب إنسانية وعبد الجليل اعترف أنه كان يحق لنا القيام بذلك«، مضيفا قوله »الجزائر قدمت المثل كبلد ملتزم بقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة. وأضاف »الجزائر ما فتئت تفي تلقائيا بجميع التزاماتها بصفتها عضو في المجموعة الدولية وستستمر في الوفاء بواجباتها التي تمليها عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة«. جدير بالذكر، أن العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي اتسمت بالفتور والتوتر منذ الوهلة الأولى لاندلاع الأزمة الليبية، حيث اقلق الموقف الجزائري الرافض للتدخل العسكري الأجنبي قادة من المجلس الانتقالي والذين شرعوا في تلفيق اتهامات للجزائر تسئ لسمعتها ومكانتها، فضلا عن كون تلك الاتهامات اعتبرت من قبل الجزائريين إخلالا بمبدأ الجيرة بين شعبين لهما روابط تاريخية مشتركة، إلا أن الطرفين تمكنا من تجاوز هذه الحساسيات، مما يؤشر على أن العلاقات المستقبلية بين الجزائر وليبيا ستكون في أفضل حال مما كانت عليه.