تحولت خلال السنوات الأخيرة منطقة "الزريديب" بالأبيض سيدي الشيخ جنوب ولاية البيض التي كانت معتقلا خلال الحرب التحريرية إلى حقول للمنتجات الفلاحية والزراعية من خلال الإستراتيجية التي أقرتها الدولة لتعمير المناطق الريفية وتشجيع خدمة الأرض، وهي النتائج التي حققها الكثير من الفلاحين بالمنطقة لاسيما غراسة الآلاف من أشجار الزيتون وأشجار النخيل التي أصبحت تثمر تمورا نادرة من شتى الأنواع خصوصا الشبيهة بدقلة نور المعروفة بولاية بسكرة. ومنطقة "الزريديب" هي من المناطق التي كانت ذات يوم أراضي جرداء أنهكها الاستعمار الفرنسي بقنابل "النابالم" والألغام المتفجرة ولكن بفعل الدعم الفلاحي الذي استفاد منه الكثير من الفلاحين خلال السنوات الماضية، حيث استطاعوا أن يحققوا نتائج باهرة من عطاء الأرض بوسائلهم البسيطة التي تعتمد أساسا على وسائل سقي متعبة كاستعمال الصهاريج لنقل المياه إلى الأراضي المغروسة وكذا استعمال المحركات البنزينية والمازويتية لرفع المياه من الآبار في ظل عدم تعميم شبكة الكهرباء بالأراضي الفلاحية. والملاحظ بمنطقة "الزريديب" أن معظم تجارب الفلاحين في إنتاج الخضروات والفواكه كانت ناجحة لاسيما إنتاج التمور وزيت الزيتون الذي يباع ب 1000 دج للتر الواحد ويكثر الطلب عليه بالمنطقة نظرا لجودته وحقق الريادة في الصالونات كأحسن زيت، حسب مختصين في المجال، بغض النظر عن إنتاج شتى الخضروات على غرار البطاطا والكاوكاو والعنب والبطيخ وبنوعية جيدة. ومن الانشغالات التي يطرحها الكثير من الفلاحين بمنطقة "الزريديب"، حرمانهم من الكهرباء، حيث يطالبون بتعميمها بكل المناطق الفلاحية وشق الطرقات والسكن الريفي لتثبيت السكان في أراضيهم، ومن أهم المشاكل التي يواجهونها منذ سنوات هي تدفق مياه الصرف الصحي القادم من مدينة الأبيض سيدي الشيخ الذي يداهم الأراضي الفلاحية وإلى حد الساعة لم يُوضع حل نهائي له لكون المصب الرئيسي في أراضي "الزريديب" بالرغم من المحاولات لتحويل المياه القذرة إلى جهات بعيدة، الأمر الذي جعل الكثير من الفلاحين يخرجون عن صمتهم ويدقون ناقوس الخطر على مصير الفلاحة بهذه المنطقة الفلاحية النموذجية حسب تعبيرهم. وتطرق الفلاحون بالمنطقة إلى مشكل آخر أثر على نشاطهم، يتمثل في مداهمة الإبل التائهة للأراضي المنتجة، حيث تلتهم كل ما هو أخضر ويابس مما يكلف المزارعين خسائر فادحة ويقول معظم الفلاحين بأن مستقبل بلدية الأبيض سيدي الشيخ مرهون بالفلاحة بمنطقتي "الزريديب" والرقبة التي قام الشباب بها بغراسة مساحة حوالي 300 هكتار من البطاطا وأعطت مردودا باهرا في إنتاج هذه الشعبة. كما تشتهر المنطقة السابق ذكرها، بتربية السلالات النادرة للمواشي والأبقار والإبل، الماعز وغيرها بالمنطقة التي تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي حفاظا على الثروة الحيوانية التي تشتهر بها مناطق ولاية البيض والرائدة في هذا النشاط عبر التاريخ والتي أصبح يمتهنها عدد من الشباب الذين ينتظرون دعم الدولة لتمكينهم من تحقيق نتائج إيجابية.