تحول هاجس نفوق الجمال بمنطقة الأبيض سيد الشيخ إلى هاجس يومي بات يقلق الموالين والفلاحين على حد سواء فبالرغم من المعالجة المكثفة التي خضعت لها بركة السويد الواقعة جنوب دائرة الأبيض إلا أن نفوق عشرات الإبل في الفترة الأخيرة إعاد نقطة التكفل بحماية الإبل إلى نقطة الصفر من جديد. الأدهى من ذلك أن فلاحي معظم المناطق الفلاحية والزراعية بالأبيض سيدي الشيخ أصبحت مهددة من ظاهرة انتشار الإبل بأعداد كبيرة القادمة من أعماق المراعي الجنوبية لاسيما بمنطقة الزريديب، بحثا عن الكلأ والمياه مما جعل قطعان الجمال تلتهم الخضروات والأشجار المثمرة كالزيتون والرمان والنخيل بحقول الفلاحين، الذين خرجوا الخميس، عن صمتهم وتقدموا بشكاويهم إلى السلطات المحلية لوضع حد لظاهرة إنتشار الإبل بالأراضي الفلاحية خصوصا بمنطقة الزريديب، الأكثر تضررا نظرا لموقعها الذي يطل على المراعي الجنوبية وحسب شكاوي بعضهم فأن هذه الإبل التائهة صاحبها معروف بالمنطقة وكبدتهم خسائر كبيرة، وتضرر منها الكثير من الفلاحين جراء توغل الإبل إلى داخل الحقول والظاهرة يعاني منها سنويا عامة المزارعين بالأبيض سيدي الشيخ والمناطق الأخرى، لاسيما خلال اخضرار الأراضي وأضافت مجموعة من الفلاحين بأن الإبل قد أتت على مساحات هامة من الأشجار المثمرة التي غرسوها من خلال حملات التشجير التي كلفتهم مصاريف باهظة خلال السنوات الأخيرة بمنطقة الزريديب. وفي سياق متصل ناشد ت إحدى الجمعيات المهتمة بالسياحة بالمنطقة من خطر المساس بواسطة الجرافات ببحيرة السويد التي تعتبر من المناطق الرطبة بالمنطقة كونها توفر مناخ رطب وملجئ للعديد من الطيور المهاجرة فضلا عن كونها مورد أساسي لموالي المنطقة في توفير الماء لمواشيهم ، وفي غياب أي تكفل من طرف الجهات المعنية يبقى صغار موالي المنطقة وحدهم من يدفع الثمن وحتى الوعود التي تلقاها فلاحوا منطقة الزريديب منذ فياضانات 2008 مازالت إلى يومنا هذا حبراُ على ورق.