تحتضن اليوم كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية لجامعة وهران ملتقى وطنيا يتمحور حول عملية الهجوم على البريد المركزي لوهران التي وقعت في 5 أبريل 1949 وآثارها على المقاومة الجزائرية ضد المحتل والثورة الجزائرية فيما بعد حسبما علم من منظميه. ويعد الهدف الأساسي من هذا الملتقى دراسة هذه الواقعة التاريخية وربطها بالثورة الجزائرية "على أساس أنها أول عملية من نوعها تمت بغرض تجميع الإمكانيات الضرورية لشراء الأسلحة آنذاك بغرض مواصلة المقاومة ضد المستعمر الفرنسي" وفقا لما ذكره الأستاذ بن نعمية عبد المجيد مدير مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال افريقيا بالكلية المذكورة المنظم لهذه التظاهرة بالتنسيق مع المديرية الولائية للمجاهدين. ويتمحور اللقاء الذي ينظم بمناسبة الذكرى ال 68 لهذه العملية وسيجمع مؤرخين وطلبة ومهتمين بالثورة الجزائرية حول عدة محاور منها ظروف تأسيس المنظمة الخاصة وتنظيمها وميثاقها وعلاقتها بتفجير الثورة التحريرية والعمل الذي قامت به استعدادا لها. كما سيتم تبيان مسار التخطيط لعملية البريد المركزي بوهران وكيفية تنفيذها وما ترتب عنها من نتائج وردود فعل الإدارة الفرنسية. ويرجع الاستعداد لهذه العملية التي شارك في تنفيذها 12 شخصا بداية سنة 1949 عندما قرر المسؤول الوطني للمنظمة الخاصة في ذلك الوقت حسين آيت أحمد خلال اجتماع مع عناصره إيجاد مصادر مالية لتمويل أنشطة المنظمة وشراء السلاح اللازم من أجل التحضير لمعركة التحرير. ووقع الاختيار على مركز بريد وهران على أساس المعلومات التي استقاها أحمد بن بلة مسؤول المنظمة الخاصة بناحية وهران من أحد موظفي البريد جلول نميش وهي المعلومات التي تفيد باستقبال بريد وهران كل أول يوم اثنين من كل شهر لمبالغ مالية كبيرة يتم توزيعها على مكاتب البريد الأخرى. وعلى ضوء هذه المعلومات أبلغ آيت أحمد الأمين العام لحزب الشعب الجزائري حركة انتصار الحريات الديمقراطية حسين لحول بالمشروع وقد تحصل بفضل الدعم الكبير منه على الضوء الأخضر من قبل القادة القلائل الذين علموا بالعملية. وتم تحديد يوم الفاتح من مارس للقيام بالعملية إلا أنها تأجلت فتم تحديد تاريخ آخر وهو أول اثنين من الشهر الموالي والذي وافق 5 أبريل. وفي حدود الساعة ال 7 و45 دقيقة صباحا كان الكومندوس بعين المكان وتمكن أحد عناصره من الوصول إلى شباك التلغراف وسمح لرفاقه بالوصول إلى القاعة التي تحفظ فيها الأموال وقاموا بجمع أكبر قدر من الأموال. وسمحت العملية بجمع مبلغ قدر ب 3.178.000 فرنك استعمل لشراء من 600 إلى 700 قطعة سلاح من ليبيا كانت ستستعمل لتفجير العمل المسلح ضد المستعمر. وكان قد شارك في هذه العملية شخصيات مثل حسين آيت أحمد وأحمد بن بلة وحمو بوتليليس والإخوة لونيس وعمر خطاب وبلحاج بوشعيب المدعو "سي أحمد" وسي جلول نميش المدعو سي بختي وغيرهم.