وهران تحيي ذكرى 5 أفريل 1949 تاريخ الهجوم على المركز البريدي تم أول أمس بوهران إحياء الذكرى ال 63 للهجوم على مركز بريد وهران الذي يعد من بين أبرز الأحداث الممهدة لثورة 1 نوفمبر 1954 وذلك خلال لقاء نظمته جمعية المقاومين وذوي الحقوق للولاية بمشاركة مجاهدين على غرار المحامي سعيد بن عبد الله. وقال المجاهد والمؤرخ محمد بن عبورة في مداخلة له بالمناسبة، أن هذه العملية التي خططت لها ونفذتها بنجاح المنظمة السرية (الجناح المسلح لحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية) كانت تهدف إلى جمع الأموال اللازمة بهدف ضمان اندلاع الكفاح المسلح في أحسن الظروف، كما جاء في مداخلة للمجاهد والمؤرخ محمد بن عبورة. ولدى تطرقه إلى السياق التاريخي؛ أبرز المتحدث الوعي الذي تحلى به الشعب الجزائري حيال ضرورة التسلح من أجل التحرر من نير الاستعمار، خاصة بعد مجازر 8 ماي 1945 التي خلفت 45 ألف شهيد، وأضاف المتحدث أن هذه العملية شرع في التحضير لها في سرية تامة مع بداية ,1949 مشيرا إلى قوة إرادة عدم الكشف عن وجود المنظمة السرية كونها لم تكن معروفة في تلك الفترة لدى المصالح الاستعمارية. وقد نجحت مجموعة من المناضلين أمثال آيت أحمد وأحمد بن بلة وحمو بوتليليس والإخوة لونيس وعمر خطاب وبلحاج بوشعايب (سي أحمد) ومحمد خيضر في تنفيذ هذه العملية بفضل مساهمة الموظف بالبريد سي جلول نميش المدعو سي بختي. وقد سمحت المعلومات التي قدمها سي بختي بتحديد اختيارين إما الهجوم على البريد في اليوم الموالي للايداع الأسبوعي لمبالغ مالية هامة أو اعتراض القطار الذي ينقل الأموال القادم من بشار. وقد اختارت قيادة المنظمة السرية الاقتراح الأول الذي كان مبرمجا في المرة الأولى بداية مارس 1949 قبل تأجيله بسبب عطب مس السيارة. وبعد تزويدها بسيارة جديدة، شرعت مجموعة المناضلين في تنفيذ العملية يوم 5 أفريل 1949 عند الساعة الخامسة و45 دقيقة بعد الزوال واقتحمت مركز البريد، حيث تظاهر أحدهم بإرسال برقية ليشغل العامل وتمكين البقية من الدخول والاستيلاء على مبلغ 178,3 مليون فرنك فرنسي قديم. وأشار السيد بن عبورة إلى أن المبلغ سمح بتمويل نشاطات المنظمة السرية واقتناء الأسلحة التي استعملت فيما بعد لاندلاع الثورة التحريرية.