سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس بوتفليقة يصف ماكرون ب "صديق الجزائر" ويؤكد مقدرته على بعث مصالحة حقيقية بين البلدين هنأه بمناسبة انتخابه رئيسا لفرنسا وثمن جهوده لتدارك ما ضاع من فرص في العلاقات الجزائرية الفرنسية
هنأ رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي المنتخب، أمس، واصفا إياه ب "صديق الجزائر"، والرافض للاستعمار والداعم لعلاقات قوية ندية بين البلدين، مؤكدا مقدرته على بعث مصالحة حقيقة بين الشعبين. قال رئيس الدولة في برقية تهنئة بعث بها إلى ماكرون، أمس على إثر فوزه بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، متفوقا على منافسته مارين لوبان، "لقد كان انتخابكم، عن جدارة واستحقاق، رئيسا للجمهورية الفرنسية تتويجا، بكل أحقية، لصلابة عزيمتكم ولتبصر رؤيتكم وصدق تعهداتكم"، وأردف الرئيس "والشعب الفرنسي الذي اختار فيكم رجل الدولة حسا ومعنى، الرجل القادر على تدبير شؤونه في هذا الظرف العصيب وقيادة مسيرته شطر المستقبل الأفضل الذي رسمتموه بقناعة غامرة، إنما أعلا، في ذات الوقت، وهو يختاركم مصيبا، كعب صديق للجزائر". كما تحدث بوتفليقة في برقيته عن علاقة ماكرون بالجزائر وقال "لما كنتم تضطلعون بتلك الوظائف الوزارية الهامة، كان لكم عطاء في بناء شراكة استثنائية بين الجزائروفرنسا، التي تطلعنا، أنا وسلفكم إلى جعلها مشروعا عظيما مشتركا لشعبينا، لم يخف على الجميع كل ما بذلتموه من إخلاص وإبداع في مسعى كنتم تعلمون أنه مسعى يدخل في نطاق التساوق مع التاريخ"، وتابع مستطردا "ولقد نمت استباقاتكم ومبادراتكم عن عزمكم الجاد على العمل معنا من أجل تدارك ما ضاع من فرص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وذلك بفتح آفاق جديدة تعد بتقبل الذاكرة بحقيقة كل ما تنطوي عليه، وصداقة إستوى نضجها، ومصالح متكافئة المنفعة، مع بقاء الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا والمواطنين الفرنسيين المتواجدين بالجزائر بمثابة عامل بشري نفيس يستدعي الإعتناء به والحفاظ عليه". هذا وأوضح رئيس الجمهورية أن الزيارة التي قام بها المرشح ماكرون، إلى الجزائر أبانت عن حسه الإنساني ورفضه للإستعمار، وقال في هذا الصدد "في سياق انطلاق مسيرتكم الباهرة صوب تحقيق غايتكم الوطنية السامية، أضافت إلى الرصيد المشترك بين بلدينا، موقفكم المبدئي المتميز بالإقدام السياسي والإخلاص الإنساني المنقطع النظير حيال الاستعمار وطبيعته التي لا تغتفر"، ثم تابع "إن ذلكم الموقف الرائد الذي صدر منكم، يضعكم طبيعيا وشرعيا في الموقع المرموق، موقع الفاعل المقتنع والمقنع في عملية استكمال مصالحة حقيقية بين بلدينا في إطار احترام القيم الذاتية للشعوب التي يتحول تقاربها أثناء محن المواجهة إلى صحبة على نهج الأمل لا تضاهيها صحبة". وختم عبد العزيز بوتفليقة برقيته بالقول "يسرني باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، أيما سرور أن أتوجه إليكم بتهانينا الحارة مشفوعة بخالص تمنياتي لكم بتمام التوفيق، الذي سيكون توفيق فرنسا الصديقة في الإشعاع الذي ينتظره منها المجتمع الدولي، بين الأمم التي تتطلع إلى سلم وازدهار يشملان أجيال الحاضر والمستقبل عبر العالم".