قرارات الأمين العام تدفع بأسماء ثقيلة تدعمه داخل الحزب للتلويح ببوادر التمرد عليه جهر كل من الصادق بوقطاية، عضو المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني، والسعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، والقيادي البارز في الحزب، إلى جانب مدني حود، عضو اللجنة المركزية، مبدئيا برغبتهم في إستلام قيادة "الأفلان"، عقب تلقيهم ضمانات من خصوم الأمين العام جمال ولد عباس، داخل اللجنة المركزية والمكتب السياسي، للإطاحة به قريبا. كشفت مصادر جد مطلعة من أورقة بيت الحزب العتيد ل "السلام"، عن حديث يدور خلال هذه الأيام في أوساط قيادات الحزب، يقول بإبداء الأسماء الثلاثة السابقة الذكر رغبتها في إستلام كرسي الأمانة العامة ل "الأفلان" بدلا من ولد عباس، الأمين العام الحالي، موقفهم الجريء هذا أو رغبتهم "المشروعة" جاءت عقب تلقيهم ضمانات "جادة" و"قوية" من خصوم ولد عباس، داخل اللجنة المركزية والمكتب السياسي، للإطاحة به قريبا في ظل إتساع قائمة الموقعين من أعضاء اللجة المركزية الداعمين لهذا المسعى، حيث إرتفع عدد التوقيعات من 172 توقيعا من أصل 489 توقيعا يمثل إجمالي أعضاء اللجنة المركزية، إلى 191 توقيعا ما يعني أنه لم يبقى الكثير للوصول إلى النصاب القانوني (ثلثي أعضاء اللجنة المركزية - 326 عضوا- ) الذي يخولهم عقد مؤتمر إستثنائي سيكون لا محالة في ظل الحراك الجدي والحثيث للساخطين على طريقة تسيير الأمين العام للحزب بدعم من التقويميين، موعدا لمغادرته كرسي الأمانة العامة. في السياق ذاته أبرزت مصادرنا أن سخط خصوم ولد عباس زاد حدة، بعدما قرر - كما إنفردت به "السلام" - تفعيل لجنة الإنضباط التابعة للحزب بعد شهر رمضان المبارك ضد "بعض" خصومه في اللجنة المركزية خاصة منهم الذين رفعوا مؤخرا نسق حراكهم للإطاحة به وقادوا عمليات جمع التوقيعات لعقد مؤتمر إستثنائي يكون أفضل إطار رسمي لتجريده من الأمانة العامة، وما زاد غيض الراغبين في الإطاحة بولد عباس، هو سعيه الجدي لإحداث تغييرات مرتقبة في تشكيلة المكتب السياسي الحالية بعدما راودته شكوك حول وفاء بعض الأسماء المحسوبة عليه داخل هذه الهيئة، بحكم أنه وردته أخبار تقول بتأييدهم ولو مبدئيا لمسعى الإطاحة به والتخلص منه، حراك خلف إستياء حتى في أوساط القيادات المحسوبة على الأمين العام الحالي للحزب العتيد، والذين أبدوا تخوفهم من أن يسفر "تسرع" ولد عباس عن قرارات لا تخدمهم أو قد تعصف بهم، في ظل الفوضى التي يشهدها الحزب مؤخرا، وعليه لوح العديد منهم بإمكانية الانضمام إلى فيلق خوصم ولد عباس لتغليب كفتهم والتخلص نهائيا من الخطر الذي بات يشكله الرجل على مناصبهم في الحزب. وعلى ضوء ما سبق ذكره تكون قد إتسعت هوة الفوضى والتشتت في بيت حزب جبهة التحرير الوطني، ما أفرز تفجير وإعادة بعث صراعات كانت نائمة مؤخرا، صراعات بدأت تشتد على المستوى المركزي والقاعدي بشكل خفي غير معلن خاصة بعد جهر الصادق بوقطاية، السعيد بوحجة، ومدني حود، وهي أسماء ثقيلة في الحزب في تولي الأمانة العامة بدلا من جمال ولد عباس، الذي بات مؤخرا في وجه المدفع خاصة بعدما أطلق مقترح عودة، حسين خلدون، عضو المكتب السياسي، وأحد رجالات اللجنة المركزية المجمدة عضويته فيها، والمكلف السابق بالإعلام والإتصال على مستوى الحزب العتيد، إلى اللجنة المركزية، وأصر على ذلك وهو ما إعتبرته قيادات الحزب ضربا لإستقرار النظام الداخلي للحزب وصرامة مبادئه.