غذت أطماع اعتلاء كرسي الأمين العام للحزب العتيد حالة الانسداد، وظهر كأن خصوم بلخادم لم يكونوا مقتنعين من الوصول إلى هدف الإطاحة به في الدور الأول من الانتخاب السري بالصندوق، حيث ركزت جهودهم على إزاحة بلخادم، وبعد تحقق ذات الهدف الذي وحدهم، برزت خلافات خفية حول من يحق له القيادة. وفعلت التعليمات الفوقية فعلتها وسط أعضاء اللجنة المركزية من خلال الهدوء التام بين أرجاء فندق الرياض التي توزع عبرها الأفلانيون، وتشكلت ملامح الحيرة على الوزراء المعارضين وبقية القيادات البارزة، فيما سمح لمحمد الصغير قارة بدخول الفندق، وحاولت المعارضة ترسيخ مبدأ عدم انتخاب أمين عام بلجنة مركزية مقسمة. وسارعت المعارضة باستدعاء الصحافة، في حدود الرابعة والنصف مساء، للتصريح في ساحة الفندق، وقال أحمد بومهدي أن المكتب المشكل من خمسة أعضاء للتقويمية وهم، بومهدي، أحمد بناي، مدني حود، صليحة لرجان وعلي مرابط، قد عقد اجتماعا في غياب ممثلي التيار المؤيد لبلخادم وهم، جمال ولد عباس، محمود قمامة والصادق بوقطاية، وقرر تنصيب مكتب الدورة وعدم الاعتراف ببرنامج العمل الذي ينص على انتخاب الأمين العام، والإبقاء على الدورة مفتوحة. بالمقابل، كان بلخادم يشرف على استئناف أشغال دورة اللجنة المركزية بمجموعة الموالين له، حيث أعلن عن تشكيل لجنة الترشيحات من 12 عضوا، من بينهم: محمود قمامة، ولد حسين شريف، الصادق بوقطاية، الطيب الهواري، سعيد لخضاري ولبيض محمد، من مؤيديه، مؤكدا أنه في انتظار مرشحي خصومه الستة، وفتح باب الترشحيات دون تقديمه منافسيه لمرشحيهم الستة في عضوية اللجنة، وأعلن كل من نور الدين السدّ، حلاف باية نسيمة وجعفر نور الدين المدعو بوعلام ترشحهم لمنصب الأمين العام. ولم يعلن بلخادم عن ترشحه، واكتفى بالقول "أنا الآن عضو اللجنة المركزية"، في وقت رفض خصومه الاعتراف بما يقوم به، مؤكدين أنهم لن يقدموا مرشحين عنهم، فيما أعلن قمامة باعتباره أكبر الأعضاء سنا في اللجنة أن باب الترشيحات للأمانة العامة سيغلق بعد 24 ساعة. وقد أدخلت مضامين اللعبة السياسية بين بلخادم وخصومه حزب جبهة التحرير الوطني، في دائرة الانسداد، والتعفن التنظيمي في حال بقاء كل طرف متعنتا بموقفه، رغم أن خصوم بلخادم اعتبروا أن السيناريو نفسه وقع مع مولود حمروش ويمكن تجاوز الأزمة، على حد قولهم. . الخالدي: "ما نقدرش على الأمانة العامة" اختلط الأمر على التقويمية لعدم تلقي مضمون "الاستشارات الفوقية" عن "مرشح السلطة" لمنصب الأمين العام، وفضّل خصوم بلخادم الإبقاء على الدورة مفتوحة إلى غاية تهدئة النفوس ومعرفة مضمون "تخمينات السلطة". وصادف أن تلقّت "الشروق" داخل الكواليس في دوائر جد ضيقة مضمون تلك التخمينات، حيث وقفنا صدفة على موقف، أمام منبر مسجد البريجة بسطوالي، بعد تأدية صلاة الجمعة بعد إلقاء التحية للإمام، أن حضر نائب برلماني عن الجالية، يعتبر من المقرّبين من الرئيس الشرفي للحزب، وسأل زعيم التقويمية الوزير السابق والسيناتور، عبد الهادي الخالدي، وقال له "يالله نحطوك أمين عام"، فاهتز كيان الخالدي وزلزل في مكانه، وأجاب الخالدي: "لا، أتظنني أقدر عليها"، فرد عليه "ألست واثقا من نفسك، أنا عضو لجنة مركزية وأرشحك وأدافع عنك"، وهنا كانت الرسالة واضحة، أن الرئيس الشرفي "لا يرى بديلا عن بلخادم في الوقت الراهن"، ولا يرى في خصومه من يمكنه تحمّل المسؤولية". . محمد الصغير قارة ل"الشروق": بلخادم يلعب خارج الشرعية ومتسلل في منطقة 18 مترا اتهم محمد الصغير قارة، عضو حركة التقويم والتأصيل لحزب الأفلان، عبد العزيز بلخادم بعدما سحبت منه الثقة، "بات يلعب خارج الشرعية وفي منطقة التسلل ل18 مترا"، واعتبر أن ما يقوم به هو هوس الزعامة والتمسك بالمنصب. وأكد قارة أنهم لن يقدموا مرشحيهم وسيبقون على الدورة مفتوحة، وقال أن المكتب الشرعي هو المكتب الذي نصّب ليلة أول أمس، ويضم 5 عناصر من مواليهم، و3 عناصر من أنصار بلخادم، وأضاف "اتهمني بلخادم بالتسلل، وأقول له اليوم أنت المتسلل"، موضحا أنهم راسلوا وزارة الداخلية بأعضاء المكتب الذين عينوهم وبأنهم لا يعترفون بما يقوم به بلخادم.