توجت فرقة الجمعية الثقافية للفنون الدرامية لتمنراست عن مسرحيتها “إزد” أي النسيج، بجائزة أحسن عرض متكامل في ختام المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الثالثة بباتنة، الذي أسدل الستار عليه سهرة الأحد الفارط بالمسرح الجهوي. حاولت المسرحية التي لاقت قبولا مميزا من طرف الجمهور ومحبي الفن الرابع، ترجمة الأحداث الواقعة في العالم من خلال انتظار عربة تنقل ما تبقى من حطام ذاكرة التاريخ، في أجواء مشوقة وحبكة محكمة أضفى عليها الديكور والسينوغرافيا لمسة خاصة. وعادت جائزة لجنة التحكيم إلى مسرحية “تاحويست” بمعنى النزهة، للجمعية الثقافية الورشة لباتنة كما حصدت أيضا ولاية باتنة جائزتي أحسن نص للعربي بولبينة في مسرحية “الصابة” لجمعية قصر الفنون والثقافة، وكذا جائزة أحسن أداء نسائي للممثلة آمال وهيبة كرفة في دور حليمة في مسرحية “ثيدت” بمعنى الحقيقة لمسرح باتنة الجهوي. أما جائزة أحسن إخراج ففاز بها أحمد خودي في مسرحية “أم وين يسترجون ربي” للمسرح الوطني الجزائري، في حين عادت جائزة أحسن أداء رجالي لكمال عبيدات في دور مباركة في مسرحية “ثاوغيث المومنين” أي مصائب المؤمنين للمسرح الجهوي لتيزي وزو، وعادت جائزة أحسن أداء رجالي واعد لهشام قرقاح عن دور فاروق في مسرحية “أشهال غرثمتانت” للمسرح الجهوي لأم البواقي. وفازت بجائزة أحسن أداء نسائي واعد ثانوي سوها لنصارى في مسرحية “تينجالين” لورشة الفنون الدرامية تمنراست، وعبد الغني شنتوف بجائزة أحسن سينوغرافيا عن مسرحية “ثخامت للحرس” للمسرح الجديد لمدينة يسر ببومرداس. فيما عادت جائزة أحسن موسيقى ليوسفي عبد العزيز المدعو بازو في مسرحية “أخام نتيش” للمسرح الجهوي لبجاية. وقدمت في ذات السياق شهادات تشجيعية لجمعية الواحة للفنون لورقلة وجمعية أثرات من تيزي وزو والجمعية الثقافية نوميديا من وهران وفرقة المركز الثقافي بريان من غرداية، وفرقة ثالا للفنون الدرامية عين الزاوية من تيزي وزو وكذا جمعية تعاونية المسرح مشاهو أفرحونن من ذات الولاية. وقد لفت انتباه الجمهور وحتى لجنة التحكيم التي سهرت على متابعة كل العروض المقدمة للمنافسة خلال الطبعة الثالثة للمهرجان، ارتقاء المستوى الفني للفرق الهاوية مع بقاء استغلال الموروث الثقافي الأمازيغي بما يحمله من قيم جمالية وتعبيرية محتشما، أمام هيمنة عملية الاقتباس والترجمة على حساب الإبداع في مجالات الكتابة الدرامية. وكان من أجمل ما حمله المهرجان هذه السنة حسب متتبعي مختلف العروض بما فيها تلك التي لم تدخل المنافسة، هي تلك المجهودات المبذولة من طرف الفرق المشاركة في مجال الحقل اللغوي من خلال استعمال المتغيرات المحلية تارقية وقبائلية وشاوية وميزابية وزنايتية من ورقلة، في مشهد ترجم بحق غنى التراث المحلي الأمازيغي وكذا الثقافة الجزائرية ككل. وتميز حفل الإختتام الذي شهد إقبالا كبيرا لمحبي الفن الرابع وكذا العائلات التي لم يمنعها الجو البارد والأمطار الخفيفة من متابعة آخر سهرة من عرس الأوراس الأمازيغي بنوع من الحميمية، كما أضفى عليه حضور كل من المخايلة والمختصة في السينوغرافيا وخيال الظل السورية ذات الأصل الفلسطيني المغتربة بألمانيا دلال مقاري وكذا المسرحي الفلسطيني الأصل المقيم بالكويت نادر القنا، مسحة جمالية امتزج فيها التراث الأمازيغي بالعربي خدمة للمسرح ذي البعد الإنساني. وأجمع الكل على أن المهرجان في طبعته الثالثة كرس تشجيع الإبداع بكل أنواعه وعمل على فتح المجال لكل المبدعين، محترفين وهواة من أجل ترقية المسرح الناطق بالأمازيغية. لتشدد التوصيات على ضرورة إنشاء بنك معطيات وطني افتراضي مهمته تزويد المهتمين بالثقافة الأمازيغية والمسرح بكل ما يحتاجه من وثائق وكتب ومرئيات، مع توثيق وأرشفة العروض والمداخلات وتوزيعها. وكان المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الثالثة الذي انطلقت فعالياته في 10 ديسمبر الجاري بالمسرح الجهوي، بمشاركة مسارح جهوية وجمعيات وتعاونيات مسرحية ب 21 عرضا منها 17 عرضا دخل المنافسة قد استقطب على مدار 10 أيام جمهورا قياسيا أدهش في بعض السهرات الفرق المشاركة. والجدير بالذكر أن السهرة الإفتتاحية التي تميزت بالعرض الاستعراضي “بوغنجا” أو عروس المطر، تميزت بتكريم بعض الأسماء التي ساهمت في إثراء المسرح الناطق بالأمازيغية تمثيلا وكتابة.