نجح عبد الغاني زعلان، وزير النقل والأشغال العمومية، في تجنيب الخطوط الجوية الجزائرية، إنفجارا كان وشيكا، بعدما إستطاع إحتواء غضب عمال الشركة، وأقنع النقابات ولو مؤقتا بالتهدئة إلى حين إعادة النظر في مطالب وإنشغالات الجميع التي وصفها ب "الشرعية". تُوج اللّقاء الذي جمع أمس الوزير بممثلي عمال "إير آلجيري" بنتائج إيجابية، جعلت النقابات تجمع على خيار تهدئة الأوضاع ولو مؤقتا، حيث وصف أحمد بوتومي، رئيس النقابة الوطنية لتقنيي صيانة الطائرات، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، اللقاء الذي جمعهم بالوزير ب "الإيجابي"، وأوضح أنه تم خلاله عرض مختلف إنشغالات ومطالب العمال التي رفعوها في وقت سابق إلى إدارة الشركة، تعاطى معها زعلان، بكل صدر رحب ووعد بالنظر فيها - يضيف المتحدث - الذي أشاد في هذا الصدد بإعتراف الوزير بشرعية مطالب العمال، وطالبهم بالصبر في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الشركة والاقتصاد الوطني بشكل عام، حماية للشركة الوطنية من جهة، وإمهالا لمصالحه الفرصة للنظر في مطالبهم وإيجاد آليات الإستجابة لها وتجسيدها من جهة أخرى. في السياق ذاته أبرز رئيس النقابة الوطنية لتقنيي صيانة الطائرات ب "إير آلجيري"، أنه إضافة إلى المطالب المتعلقة بالأجور وتطبيق بنود الاتفاقية الجماعية، قدم ممثلو العمال خلال هذا اللقاء حوصلة على المشاكل المهنية التي تواجههم، كما تطرقوا إلى قضية سوء التسيير الذي زاد من مشاكل الشركة، وهو ما أكد زعلان أنه مطلع عليه. هذا وكانت الخطوط الجوية قبل إجتماع الوزير بعمالها وممثلي نقاباتها، تعيش حالة غليان كانت تلوح ببوادر إنفجار قريب، خاصة بعدما نسج عمال الصيانة بالشركة على نفس منوال نظرائهم الطيارين، والمضيفين، وقرروا مبدئيا العودة إلى الإضراب تنديدا بتعنت الإدارة التي لم تقدم أي جديد بخصوص مطالب هذه الفئة، واقع حال كان ولا يزال رغم نجاح الوزير مؤقتا في إحتواء غضب العمال يهدد إستقرار وتموقع الشركة في السوق العالمية، خاصة وأنها تعيش منذ أشهر على وقع فوضى عارمة ستطيح لا محالة إن إستمر الوضع على ما هو عليه ببخُوش علاش، الرئيس المدير العام.