تُضيّع الجزائر سنويا ما قيمته 2 مليار دولار نتيجة عدم إستثمارها بالشكل الجيد في مجال رسكلة النفايات، مفوتة بذلك فرصة سهلة لدعم الإقتصاد الوطني بمداخيل إضافية تُنعشه في عز الأزمة التّي يواصل التخبط فيها نتيجة عدم إستقرار أسعار البترول في السوق العالمية. تأسف كمال الدين بلطرش، الأمين العام بوزارة البيئة والطاقات المتجددة، لتجاهل السلطات العمومية وعدم إهتمامها بمجال رسكلة النفايات، الذي يمكن أن يساهم بدعم الإقتصاد الوطني بما قيمته 2 مليار دولار سنويا، مبلغ وصفه المتحدث ب "الضخم"، تضيعه بلادنا كل سنة بسبب عدم الإستثمار في هذا المجال. في السياق ذاته كشف المسؤول ذاته، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، عن قُرب إطلاق مخطط وطني لإستغلال 320 ألف طن من نفايات 75 ألف مؤسسة في مختلف الولايات، منها 50 بالمائة قابلة للتدوير قيمة تثمينها - يؤكد بلطرش - تصل إلى 30 مليار دينار سنويا. هذا وأوضحت فاطمة الزهراء زرواطي، وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، في جلسة إستماع بلجنة المالية والميزانية للمجلس الشعبي الوطني في الثاني من شهر جانفي الجاري في إطار مناقشة مشروع قانون المالية 2018، أن حجم النفايات المنزلية المنتجة في الجزائر يبلغ حاليا 13 مليون طن سنويا، بقيمة سوقية تقدر ب 100 مليار دج (ما يعادل 1 مليار دولار)، لكن ما يتم إستغلاله فعليا لا يتجاوز 5 بالمائة من هذه القيمة، مشيرة في هذا الصدد أن مصالحها تنتظر إرتفاع حجم النفايات المنزلية المنتجة من 13 إلى 20 مليون طن سنويا بغضون 2035 بقيمة سوقية تبلغ 136 مليار دج، بحكم الأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني فقط دون غيره من المتغيرات التي يمكنها أن ترفع هذه التوقعات إلى أزيد من هذه المُعدلات.