وجد صبية أمس ولليوم الثاني على التوالي، قاصدو العاصمة وقاطنوها وزوارها القادمون من مختلف ولايات الوطن صعوبة كبيرة في الدخول إليها والالتحاق بوجهاتهم، بسبب الاختناق المروري الكبير الذي شهدته الطرقات المؤدية للعاصمة نتيجة تكثيف عناصر الأمن لعمليات التفتيش ومراقبة المركبات ووسائل النقل بشكل دقيق لمنع وصول مئات من معطوبي ومتقاعدي الجيش إليها لتنظيم وقفة احتجاجية، مما أدى إلى بقاء مواطنين عالقين وسط الزحمة المرورية لساعات وتعذر على المرضى المتوجهون نحو المؤسسات الإستشفائية من الالتحاق بمواعيدهم مما أدى إلى تسجيل حالات إغماءات في وسطهم، ناهيك عن عودة العمال إلى منازلهم بعدما قضوا نصف اليوم في الطرقات. طوابير للمركبات على مستوى الطرقات يفوق طولها 15 كلم، مداخل مغلقة، انتشار كثيف لعناصر الأمن بالزي الرسمي والمدني، استنفار على مستوى محطات النقل، إغماءات، حالة إحتقان وغضب كبيرين خاصة بالنسبة للعمال، هي أبرز الأحداث والصور التي رسمت بكل مداخل العاصمة لاسيما من الجهة الشرقية، حيث احتجز أصحاب المركبات على مستوى الطريق لساعات صبيحة أمس، وسجل شلل تام على بعض المحاور الطرقية، خاصة بمحور الدار البيضاء.
الزحمة المرورية تخلف حالة إحتقان وغضب كبيرين بالنسبة للعمال عاش القادمون عبر المدخل الشرقي للجزائر العاصمة على مستوى حاجزي الدرك الوطني بالرغاية والدار البيضاء، وحاجزي الشرطة بحي الموز والسمار، بالإضافة إلى المدخلين الغربي والجنوبي، حالة ازدحام مروري كبير، أين قضى أصحاب السيارات ساعات قبل الدخول إلى عاصمة الولاية، وبالتالي ضياع نصف اليوم في الطريق، مما اضطر الغالبية إلى العودة إلى منازلهم خوفا من ضياع وقت آخر بالطريق في الفترة المسائية. وخلفت هذه الزحمة، حالة إحتقان وغضب كبيرين خاصة بالنسبة للعمال الذين يكونون قد بدأوا أسبوعهم بتأخر كبير في الوصول إلى مقر عملهم ما سيخلق لهم عدة مشاكل. وقال أحد العمال بمديرية الصحة لولاية الجزائر والقادم من مدينة الرويبة، أنه رغم خروجه مبكرا من منزله في حدود الساعة السابعة ونصف إلا أنه وصل إلى مقر عمله على الساعة الحادية عشر ونصف، الأمر الذي أثار استيائه وجعله يفكر في العودة خاصة –كمال قال- تعكر مزاجه من السياقة. وأضاف مواطن آخر علق بالزحمة المروية أكثر من ثلاث ساعات بين الدار البيضاءوالجزائر الوسطى "تعبت قبل الانطلاق في العمل".
تسجيل حالات إغماء وسط المرضى التضييق على الممرات وغلق معظمها، وهو ما انعكس سلبا على بعض المرضى الذي حرموا من الوصول إلى المؤسسات الاستشفائية التي هم على موعد مع الأطباء العالمين فيها، وقد سجل أمس على مستوى الطريق الوطني رقم 05 بين الرويبة والدار البيضاء تسجيل حالة إغماء لعجوز تعاني من مرض القلب، ونظرا لانتظارها الطويل بالطريق وقلقها أغمي عليها واستدعى الأمر إخراجها من السيارة وتقديم لها المساعدة من قبل المواطنين الذين كانوا أيضا عالقين بالطريق. هذا وقد عبرت الحاجة مريم عن أسفها لضياع موعدها عند مختص في جراحة القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، مشيرة إلى أنها تعبت من أجل الحصول على موعد معه، وبسبب الازدحام المروري ضاع موعدها وعليها القيام باتصالاتها لتحديد موعد آخر مثلما جاء على لسانها.
الأمن يفتح الطريق لامرأة حامل كادت إمرأة حامل أن تضع مولودها صبيحة أمس على مستوى الطريق السيار شرق – غرب قادمة من مدينة الأربعطاش باتجاه مستشفى نفسية حمود "بارني سابقا" بحسين داي، حيث علقت في الطريق لأكثر من ساعتين ولم تتمكن من التحمل أكثر حتى تدخل عناصر الأمن على مستوى حاجز الدار البيضاء أين قاموا بفتح الطريق للسيارة التي كانت على متنها.
القطار يعوض حافلات النقل الجامعي سجل أمس شلل تام في حركة حافلات النقل الجامعي العاملة على مستوى الخطوط الرابطة بين البلديات المجاورة للعاصمة والإقامات الجامعية والمعاهد والكليات بالعاصمة، وعلى سبيل المثال توقفت حافلات النقل العاملة على خط خميس الخشنة – باب الزوار عن العمل بسبب الزحمة المرورية، الأمر الذي اضطر الطلبة الذين البعض منهم في فترة امتحانات بالتوجه نحو محطات القطار لتفادي الغياب عن الامتحان.