عادت مظاهر الازدحام المروري لتطغى على العاصمة على مدار الأسبوع تقريبا, ما أدى إلى شلّ حركة المرور بجميع محاور العاصمة سواء في قلبها أومن مداخلها الشرقية كالدار البيضاءباب الزوار … أومن الجهة الغربية على غرار دالي إبراهيم , الشراقة شوفالي , بن عكنون والابيار . الاختناق المروري في العاصمة لا يطاق تماما، فالسير على طرقات وشوارع العاصمة أضحى معاناة حقيقية يومية، خاصة وأنها معروفة بالضيق من جهة وبالاكتظاظ دوما وعلى طول العام خاصة عند منتصف النهار وفي آخر المساء اي وقت الذروة، إلا أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير خلال هذه الأيام لتصبح خلال مختلف أوقات النهار . في جولة قادت "الحياة العربية" إلى شوارع طرقات العاصمة لاحظت أنها أصبحت مشلولة الحركة كثر فيها ضجيج استعمال المنبهات من طرف سائقي المركبات قصد لفت انتباه أعوان شرطة المرور الذين زاد عددهم على غير العادة في بعض الشوارع الرئيسية كالابيار , سكالة , ساكريكور واودان من اجل تنظيم حركة السير والحد من النزاعات والمناوشات التي كثيرا ما تحدث ما بين السائقين بسبب حركة الازدحام الكارثية التي تعرفها هذه الجهات ورغم المجهودات المبذولة من طرف هذه الأخيرة خاصة في مفترق الطرقات، إلا أن بعض السائقين دائما ما يفقدون أعصابهم ولا يتحملون الانتظار في الازدحام فلا نسمع ولا نرى سوى مشاهد الصراخ والتنديد وأحيانا تصل إلى السب والشتم أو حتى ركن السيارات وتحول المشادات الكلامية إلى مشادات بالأيدي، وأيضا بعض ركاب الحافلات لم يتحملوا هذا الضغط الذي اخذ منهم ساعات طويلة للخروج من بعض الشوارع الرئيسية بالأخص بني مسوس في طريق المستشفى , الابيار وشوفالي, فقرروا النزول من الحافلة وإكمال الطريق سيرا على الأقدام, فالمسافة التي كانت تستغرق ساعة أواقل للوصول أصبحت تستغرق قرابة الساعتين أوأكثر وهذا بدون مبالغة . فالموظفون والطلبة الجامعيون وغيرهم من القاطنين بضواحي العاصمة مجبرين على قضاء ساعة إلى ساعتين كل صباح قبل الالتحاق بمؤسساتهم، لاسيما وأن معظم المصالح الإدارية والوزارات والسفارات الأجنبية والجامعات والمستشفيات الكبرى تتمركز بالجزائر العاصمة. من ناحية أخرى ، اشتكي بعض السائقين الذين تحدثنا إليهم من كثرة الحواجز الأمنية المنصَّبة ليلاً ونهاراً بمختلف المداخل المؤدّية إلى الجزائر العاصمة خاصة على مستوى الطريق السريع الدار البيضاء بن عكنون الذي به أكثر من حاجزين، حيث أكد هؤلاء أنها أحد الأسباب الرئيسة في تفاقم الازدحام المروري ، إذ يتوجب على كل سائق انتظار ربع ساعة أو أكثر لاجتياز أي من هذه الحواجز الأمنية . فهذه حالة الشوارع الرئيسة بالعاصمة بسبب ضيقها من جهة وبسبب الزيادة غير المتوقعة في عدد السيارات رغم انجاز العديد من الطرقات والمفارق الجديدة وإعادة فتح الطرقات المغلقة إلا أن كل هذا لم يستطع امتصاص هذا الاختناق المروري الرهيب الذي أدى إلى تزايد القلق والعصبية لدى الجزائريين ، فضلاً عن زيادة بعض الأمراض المستعصية كأمراض القلب والضغط الدموي والسكري..