كشف سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الذي زار الجزائر الأسبوع الماضي، أنه اتفق مع الرئيس بوتفليقة على ترك القضايا الخلافية بين البلدين جانبا مثل قضية الصحراء الغربية، وكذا مواصلة اللقاءات لإيجاد الحل لملف الحدود المغلقة منذ عام 1994. وذكر العثماني لصحيفة الصباح المغربية تفاصيل لقائه برئيس الجمهورية وقال إن الأخير طالبه بترك النقاط الخلافية وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية بيد الأممالمتحدة، لتأخذ مسارها الطبيعي دون أن تستمر في التشويش على العلاقات الثنائية. كما تداول وزير الخارجية المغربي والرئيس الجزائري حسب الصحيفة في قضية فتح الحدود دون الحسم فيها، واعتبر العثماني أن المقاربة التي تم الاتفاق عليها في هذا الصدد هي أن تكون القضية موضوع محادثات متتالية في مراحل مقبلة، خاصة، يضيف المصدر ذاته، أن الزيارة التي قام بها إلى الجزائر كانت خطوة أولى في مسار إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية، على أن تتلوها خطوات عملية أخرى مستقبلا، وقال وزير الخارجية المغربي في هذا الصدد «نحن في بداية المسار، لقد وضعنا آليات للتشاور السياسي والقطاعي، على أن تظل مستمرة ومنتظمة، وتشمل جميع المواضيع»، مضيفا أن هذه المقاربة التي كانت غائبة من قبل، أصبحت قائمة اليوم. وذكر العثماني بأن العلاقات الثنائية مع الجزائر دخلت، بفضل هذه المقاربة، مرحلة جديدة، وأن من المنتظر أن تتطور لتشمل قطاعات متعددة، بدءا بتلك التي كانت موضوع اتصالات سابقة بين البلدين، الفلاحة والطاقة والشباب والرياضة، وصولا إلى أخرى جديدة مثل التعليم العالي والبحث العلمي والإعلام. أما على المستوى المغاربي، فاتفق الطرفان حسب الصحيفة على مواصلة التشاور والتعاون لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته. وكان المسؤولون الجزائريون استبقوا زيارة العثماني للجزائر بتصريحات اعتبروا من خلالها أن موضوع فتح الحدود والصحراء الغربية غير مطروح في جدول أعمال المباحثات. من جهة أخرى ذكر الوزير المغربي أن لقاءه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان حميميا، إذ سأله حول عدد من القضايا وتطورات الأوضاع في المغرب، خاصة حديث الرئيس الجزائري عن إقامته بوجدة وصلته برجالات المقاومة وجيش التحرير، وعلى رأسهم المرحوم الدكتور الخطيب والمحجوبي أحرضان.