يعيش سكان بلدية أولاد موسى غرب ولاية بومرداس حياة قاسية تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الإنسانية، حيث لا تتوفر على أي من المرافق الاجتماعية أو الثقافية، كما تشهد المنطقة انتشار العديد من الآفات الاجتماعية بسبب الانحلال الخلقي والبطالة التي أضحت تنخر جسد هذا المجتمع الصغير. نقص فادح في مياه الشرب ورحلة بحث يوميةتشهد البلدية نموا سكانيا كبيرا في الفترة الحالية على عكس السنوات الماضية، مما جعل المنطقة تعرف أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يضطر العديد لشرائها وبأثمان باهظة، فيما يضطر آخرون لجلبها بعناء من المناطق المجاورة، وفي ذات السياق اشتكى السكان من الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ما تسبب في تلف العديد من الأجهزة الإلكترونية. أما ليلا فقد تسبب انعدام الإنارة العمومية في انتشار الآفات والسرقات التي يشنها عدد من الشباب المنحرفين في غياب تام لأجهزة الأمن. انعدام الغاز الطبيعي رغم برمجته منذ سنتينسكان أحياء البلدية على غرار حي »مويلحة« و»قرابسية« عبروا عن استيائهم من تخلي السلطات المحلية عنهم، »فالمسؤولون لا يتذكرونا إلا عند الانتخابات المحلية والحملات من أجل الحصول على اصواتنا، أما عن المشاريع التنموية فهي منعدمة، وإن وجدت تبقى متوقفة ولسنوات دون أن نستفيد منها«، يقول أحد سكان المنطقة. ويواصل حديثه «فرغم برمجة مادة الغاز الطبيعي منذ حوالي سنتين بتوصيل مصالح هذه الأخيرة الحي بالأنابيب اللازمة، إلا أن المشروع لم يجسد فعليا. وما زاد في معاناة المواطنين هو جلب هذه المادة من مناطق بعيدة على متن سيارة أجرة والتي أصبح أصحابها غير راضين عن الوضعية المعيشية ورفضهم العمل لصعوبة التنقل، خاصة في الطريق الرابط بين حيهم ومركز المدينة، كما أضاف سكان الحي أنهم يجلبون هذه المادة من مركز البلدية التي لا تستطيع توفيره رغم الطلبات العديدة من أجل تخصيص شاحنات تقوم بتزويدهم بقارورات الغاز. أحياء بلدية أولاد موسى بدون مرافق عمومية ولا شبانيةشباب بعض أحياء مدينة أولاد موسى بولاية بومرداس اشتكوا أيضا من الانعدام التام لمرافق التسلية والترفيه بباقي مناطق البلدية، حيث لا تتوفر المنطقة على دار للشباب ودار للثقافة يقضي فيها الشباب وقتهم. كما أضاف محدثونا أن المنطقة لا تتوفر على ملعب رياضي أو نادي للأنترنت أو مكتبة يقصدونها من أجل التثقف، وحتى المقاهي لا وجود لها بالمنطقة، وما زاد من تأزم الوضع انعدام مناصب الشغل وانتشار البطالة التي وصلت نسبتها إلى 80 بالمائة ما دفع بالكثير منهم إلى سلوك طريق الانحراف بحثا عن حياة أفضل. وقد عبر سكان الحي بأن البطالة زادت من انتشار ظواهر عديدة كالسرقة وبيع المخدرات، فتخشى العديد من العائلات على أبنائها الذين يقطعون مسافات كبيرة من أجل الدراسة، حيث لا تتوفر البلدية على ثانوية مما يستدعي التنقل إلى مركز البلدية، وهو ما أثر في التحصيل الدراسي لهم وأنقص من قدراتهم. قلة وسائل النقل والاضطرار لاستقلال سيارات أجرة اشتكى سكان بلدية أولاد موسى بولاية بومرداس من انعدام وسائل النقل بالمنطقة، مما يضطرهم إلى التنقل بواسطة سيارات الأجرة التي تفرض عليهم مبالغ ليست في إمكان الجميع، وقد ذكر القاطنون أنهم يعانون الأمرين مع انعدام وسائل النقل اللازمة التي تساعد على تنقلهم الضروري إلى مركز البلدية، خاصة وأن المنطقة لا تضم سوقا يوفر شراء حاجات المواطنين، ويتم تنقل السكان عن طريق سيارات الأجرة، لكن إذا تجاوزت الساعة الخامسة مساء، فلا توجد وسيلة للتنقل إلى المنطقة إلا قطع تلك المسافات الطويلة مشيا على الأقدام. حي »قرابسية« يتحول إلى شبه مفرغة عمومية وتفشي الأمراض والأوبئة تعاني العديد من العائلات القاطنة بحي «قرابسية» التابع لإقليم بلدية أولاد موسى غرب ولاية بومرداس من أمراض الحساسية والربو بسبب الفضلات التي تملأ المكان والتي انتشرت حتى في الأراضي الفلاحية القريبة من الحي، كما استنكر السكان لامبالاة المسؤولين في إيجاد حل لتلك القاذورات، ضف إلى المياه القذرة التي تصب في كل ركن من أركان الحي، ما أدى إلى إصابة العديد من الأطفال بضيق التنفس، الذي استعصى على العائلات إيجاد حل له، خاصة أن المنطقة تحتوي عيادة لا تتوفر على أدنى الخدمات والأدوية والتخصصات، حيث يتنقلون إلى القطاع الصحي لبئر توتة.لهذا يناشد سكان البلدية السلطات الولائية وكل الهيئات المعنية بإيجاد حل للمشاكل التي يعانون منها والتي أثقلت كاهلهم، فلطالما حلموا بالتفاتة المسؤولين لهذه المنطقة التي تضم مشاريع كبيرة، إلا أن المنطقة لا تستفيد من تلك العائدات التي تتلقاها البلدية مقابل تلك المشاريع، لهذا يطالب السكان بحقوقهم المهضومة وتوفير ضروريات العيش التي يفتقر لها بعض أحياء مدينة أولاد موسى.