جدد ميلود عيبود المدافع السابق لشبيبة القبائل والمنتخب الوطني، إصراره على ضرورة تنحية حناشي من رئاسة الفريق لتجاوز الأزمة غير المسبوقة التي صار يتخبط فيها في المواسم القليلة الأخيرة، وهذا في حوار خَصنا به وتطرق فيه بإسهاب للوضعية الكارثية التي آل إليها النادي الأكثر تتويجا بالألقاب في الجزائر، معبّرا في ذات الوقت، عن استيائه الشديد من محاولة بعض الأطراف المساس بمصداقية أهداف اللجنة، التي شكّلها رفقة قدامى لاعبي الفريق، الذين طالتهم حملة تشويه واسعة لصورتهم من قبل بعض رؤوس الفتنة، على حد تعبير محاورنا؛ الذي دعا الأنصار وكل الغيورين على ألوان الفريق إلى التضامن أكثر وعدم الانسياق وراء الإشاعات ورسم خريطة طريقة تسمح باحتواء الأزمة، والخروج منها بالفريق إلى بر الأمان، نافيا في ذات الوقت رغبته في خلافة حناشي مثلما يشاع، مشيرا إلى أن هدفه الرئاسي بمعية بقية أعضاء اللجنة هو تغيير السياسة التي ينتهجها حناشي، وإعادة هيبة الفريق المفقود. كما تطرق إلى أمور أخرى تخص مشواره الكروي كلاعب دولي سابق والعديد من الأمور الأخرى المتعلقة بالكرة الجزائرية. السلام: شبيبة القبائل تمر بأزمة غير مسبوقة، وسط تضارب للأنباء وانتشار للإشاعات الهادفة للنيل أكثر من استقراره، كيف تعلق على هذا الوضع؟ عيبود: فعلا شبيبة القبائل تمر بفترة عصيبة على كافة المستويات من حيث التسيير وحتى من حيث النتائج، التي أضحت كارثية بأتم معنى الكلمة، حتى بات الفريق الذي كان ينافس دوما على الأدوار الأولى يجد نفسه يصارع على اللعب على البقاء، وهذا في نظري تحصيل حاصل للمشاكل العديدة التي يتخبط فيها الفريق، جراء السياسة الغامضة والعرجاء التي ينتهجها الرئيس حناشي المسؤول الأول عن الأوضاع الحالية المزرية لفريق له خصوصياته ويمثل منطقة بأكملها. لكن حناشي الذي تصرون على تنحيته من الرئاسة قدّم الكثير للفريق وقادها إلى تتويجات عديدة محلية وقارية، ألا ترى بأن هذا إجحاف في حق شخص قدّم تضحيات كبيرة؟ أظن أن لا أحد يستطيع إنكار ما قدّمه حناشي للفريق، وفي هذه النقطة بالذات أود الإشارة إلى أن عيبود ليس ضد حناشي كشخص وإنما ضد السياسة الغامضة التي ينتهجها في تسيير شؤون النادي، الذي فقد الكثير من هيبته، كما أن لا أحد ينكر بأن حناشي وبفضل الشبيبة، أضحى معروفا. وأريد إضافة شيء آخر. نعم، تفضّل... الجميع يعلمون أن الشبيبة رمز من رموز منطقة القبائل التي لا يمكن المساس بها ولا خصوصياته مقارنة بباقي الأندية، والفريق أسّسه الرجال في منتصف أربعينيات القرن الماضي، حتى يكون دوما في الواجهة ويحصد الألقاب، ولو فشل حناشي في وقت مضى في إثراء خزينة النادي ما كان ليعمّر فيه 18 سنة كاملة وينتزع لقب عميد رؤساء الأندية الجزائرية، وبالتالي فإن الأمور واضحة، ومن يطمح لرئاسة الفريق فهو مطالَب دوما بتحقيق الأفضل، وهو ما فشل فيه حناشي في المواسم الأخيرة. البعض يرون أن مطامع ومصالح تحرك بعض اللاعبين القدامى لخلافة حناشي في الشبيبة، كيف تعلق على هذا؟ أستغرب حين أسمع مثل هذا الكلام، الذي تسعى بعض الأطراف التي تحسن الاصطياد في المياه العكرة، لإيهام الأنصار به لربح الوقت فقط. على كل حال، فالعام والخاص يعلمون أن ميلود عيبود رئيس لجنة قدامى لاعبي الشبيبة، كان دوما ضد سياسة حناشي التي انتقدتها في منابر إعلامية عديدة، والفرق بيني وبين بعض اللاعبين القدامى أن كانت لي الجرأة فقط لمواجهة حناشي. صراحة عيبود، أمازلت تطمح لخلافة حناشي؟ في وقت مضى فعلا كانت لدي رغبة قوية في خلافة حناشي، لكن في الوقت الحالي لا تحركني أية مطامع، والأمر الذي دفعني للحديث والمطالبة برحيل حناشي هو غيرتي على ألوان الشبيبة فقط، وأشير إلى أن لجنة التشاور التي انبثقت من لقاء قدامى اللاعبين ستجتمع بحناشي ليس للمطالبة برحيله، ولكن من أجل تغيير الأمور، وإن كان يريد الذهاب فسنشكل “ديريكتوار” من أجل تسيير الفريق. وهدفنا من الاجتماع أن لا ندع الفريق في متاهات هو في غنى عنها. وليفهم الجميع أنني لست عضوا في الجمعية الاستشارية التي انبثقت من اجتماع قدامى اللاعبين. هذا يعني أنكم لستم ضد بقاء حناشي؟ مثلما أسلفت الذكر، نحن لسنا ضد حناشي كشخص وكابن الفريق، وحتى كرئيس نجح في وقت سابق في قيادة الشبيبة لبلوغ القمة، لكن نحن مع التغيير الذي دعا إليه الأنصار بعدما سئموا من التدهور الحاصل في الفريق على كافة المستويات. حناشي أعلن في وقت سابق أنه مستعد للذهاب قبل أن يتراجع؟ كنت أعلم منذ البداية بأنه سيتراجع، لأن التصريحات التي خرج بها بخصوص رغبته في الاستقالة لم تكن سوى مناورة منه لكسب الوقت وامتصاص غضب الأنصار، والدليل أن تاريخ 20 فيفري الذي حُدد لعقد الجمعية العامة لإعلان استقالته، مر دون أن يتحرك من منصبه، والأدهى أن يتحدى الجميع بالتأكيد على أنه لن يرحل! إذن ما هو الحل الذي تراه مناسبا لتجاوز الانسداد الحاصل؟ نحن في لجنة قدامى لاعبي الشبيبة نتشاور ونعمل على إعداد خريطة طريق، تسمح لنا بتجاوز الانسداد بحل سلمي وبأسلوب حضاري. وأستغل الفرصة لأوجّه نداء لكل الأنصار؛ بالتأكيد على أن رأيهم يهمنا كثيرا، وأن ما نقوم به خدمة لمصلحة الفريق فوق كل اعتبار. حناشي الذي أكد أن الشبيبة ليست للبيع أقدم على رفع رأس مال الفريق إلى 83 مليارا، ما هو رأيك؟ حناشي يناقض تصريحاته في كل مرة، فاليوم يقول بأن الشبيبة ليست للبيع في الوقت الذي يؤكد من جهة أخرى، أن المفاوضات مع الشركة الإسبانية الراغبة في الاستثمار في الفريق، تسير في الطريق الصحيح، وهو ما يطرح علامة استفهام حول ما يقوم به. ولو نعود لرأس مال الشركة فإني أؤكد أن المحكمة عيّنت خبيرا من أجل تقييم ممتلكات النادي في 2010، وكان التقييم على أساس 100 مليون سنتيم، لأتفاجأ ببيان نُشر مؤخرا بتقييم الممتلكات ب 83 مليار سنتيم، وهذا ما يدعو للغرابة! البعض يؤكدون أن رجل أعمال معروفا يقف وراء تشكيلة لجنة قدامى لاعبي الفريق؟ منحتني الفرصة لأنفي عبر منبركم مثل هذه الأخبار المتداوَلة، وإذا كان رجل أعمال يفكر في الاستثمار في رأس مال الفريق فنحن في اللجنة لا علم لنا بهذا الأمر. وأجدد التأكيد على أن هدفنا الأسمى هو إنقاذ الفريق، ولا نتحرك بإيعاز من أياد سياسية أو خفية، وكل شيء واضح، وكل ما نملك هو مصداقيتنا ومطالبنا ودعم الأنصار لنا. لنَطو صفحة الشبيبة ونفتح ملف الكرة الجزائرية التي تعاني الأمرّين؟ صحيح، الكرة الجزائرية تتخبط في مشاكل عديدة، ومشاركة المنتخب الوطني في المونديال كانت بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة؛ لأننا مازلنا نتخبط في نفس المشاكل رغم دخولنا عالم الاحتراف! وكيف تقيّم بعد موسمين مشروع الاحتراف الذي تسعى الاتحادية لتجسيده؟ عن أي احتراف تتحدثون؟! صراحة، لا علاقة لنا بالاحتراف مادامت الأندية لازالت تلجأ لعقد الجمعيات العامة وتسير وفق قوانين أندية الهواة، مثلما هي حال شبيبة القبائل، الذي من المفترض أن يكون في صدارة الأندية التي تلج عالم الاحتراف، لكن بعد مرور موسمين لا أثر للمعنى الحقيقي لهذه الكلمة في أنديتنا إذا ما استثنينا اتحاد الجزائر، الذي شرع في وضع خطواته الأولى وببطء شديد! وما هي الأسباب التي تراها سببا في تدهور الكرة الجزائرية؟ السبب واضح؛ غياب سياسة التكوين، وأضم صوتي للعديد من الإطارات الفنية المحلية، التي دعت إلى ضرورة العودة إلى التكوين والحد من الفوضى السائدة في البطولة المحلية. كيف تعلق على القيم المالية الخيالية التي يتم التعاقد فيها مع المدربين، وخصوصا اللاعبين الذين عجزوا عن فرض أنفسهم في التشكيلة الوطنية؟ في الحقيقة أمور عديدة يجب أن تتغير، وجملة الإصلاحات والقوانين يجب مراجعتها أو ضبطها؛ لأن من غير المعقول أن يتم التعاقد مع لاعبين بمبالغ مالية خيالية دون تقديم أي إضافة، مع كل احترامتي للاعبين بما أني كنت لاعبا سابقا. هل ترى أن أحوال المنتخب الوطني تحسنت بتعيين حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية؟ صراحة، أنا من أشد المعجبين بطريقة عمله وصرامته فضلا عن شخصيته القوية، التي ترفض الإملاءات الفوقية، وأتوقع له النجاح خاصة إن توفر له الظرف والمناخ والعمل الملائم. هل أنت ضد أو مع فكرة الاستنجاد باللاعبين مزدوجي الجنسية في المنتخب؟ في الحقيقة، لجوء المسؤولين للاعتماد على اللاعبين مزدوجي الجنسية هو تحصيل حاصل للمشاكل العميقة التي تتخبط فيها البطولة المحلية، والتي ألقت بظلالها سلبا على مستوى اللاعب المحلي. وأنا لست ضد الفكرة بما أن دم هؤلاء اللاعبين جزائري، وبالتالي فلا أرى أي مانع في ذلك شرط أن يكون اللاعب مفعما بالروح الوطنية ويدرك قيمة حمل الراية الجزائرية. كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في مباراته القادمة أمام غامبيا؟ المواجهة ستكون صعبة، وتفاصيل دقيقة ستحدد نتيجتها النهائية. أنا متفائل بقدرة لاعبي المنتخب الوطني على تذليل كافة الصعاب التي سيواجهونها في بانجول، سواء من حيث الأجواء أو حتى مع الضغط، بحكم الخبرة التي أضحى يتمتع بها معظم ركائز المنتخب، فضلا عن خبرة حليلوزيتش الملمّ جدا بشؤون الكرة في الأدغال الإفريقية. كلمة أخيرة... أتمنى من أعماق قلبي أن تستعيد الرياضة الجزائرية بصفة عامة، مجدها الضائع، وأن يتجاوز شبيبة القبائل الأزمة الحالية الحاصلة بسلام؛ لأنه فريق القلب. كما أتمنى كل التوفيق للمنتخب الوطني في المحطات الحاسمة التي تنتظره، وأن ينجح في بلوغ أهدافه بالتأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014.