تمتلئ أرصفة شوارع وأزقة عديد المدن بعين الدفلى بالسلال والطاولات التي تبيع الخبز في جو مليء بالأوساخ والغبار, خاصة في فترة بعد الزوال, في ظل غياب شبه كلي للمخابز التي أصبحت تغلق أبوابها عند منتصف النهار, لتنعدم كل السبل التي تغني المواطنين عن الخبز الذي يباع في فوضى عارمة باتت تعم محيط تجمعاتهم السكنية. تعاظمت مؤخرا معاناة السكان مع اقتناء هذه المادة الضرورية لكل بيت نتيجة زحف أصحاب السلال والطاولات الفوضوية التي تعرض الخبز على الطرق والأرصفة بصورة ملفتة تحولت مع مرور الأيام إلى منطقة سوداء, ازدادت قتامة مع قيام الباعة الفوضويين بوضع «سلعتهم» بالقرب من السيارات المركونة على حواف الطريق عشوائيا دون مراعاة لحجم الضرر الذي قد يتسببون فيه جراء ذلك. وأمام هذه الوضعية المزرية التي تشهدها عديد الشوارع بمدن العطاف والعبادية وغيرها من المدن التي تشهد حركية مميزة تطبع المنطقة, بسبب تواجد مرافق عمومية هامة تستقطب أعدادا هائلة من المواطنين الذين يأتون يوميا من مناطق عديدة, وخاصة النائية منها, لجلب حاجياتهم اليومية التي لا تتوفر في أماكن سكنهم, ما جعل البعض يستغل غياب أعين المراقبة والمحاسبة, ليحقق ربحا سريعا ولو على حساب صحة المواطنين.من جانب آخر, لاحظت «السلام» أن معظم المخابز صارت تعاون هؤلاء الباعة الفوضويين, حيث تبيع الخبز لهم وتغلق أبوابها في وقت مبكر جدا. كما أن شرائح واسعة من السكان ونتيجة غياب البدائل بسبب بعدهم عن وسط المدينة, أصبحت تعتمد على «المطلوع» المعد منزليا أو حتى المشترى من المحلات, على اعتبار أن الطريقة العشوائية التي تميز سير عملية بيع الخبز وسط التجمعات السكنية أثارت استياء العديد من المواطنين.وعبر هؤلاء عن آمالهم بأن تتخذ السلطات المحلية تدابير عاجلة من أجل تصحيح الأوضاع, وكذلك من خلال التفكير الجدي في إيجاد حل لما أصبح مشكلا حقيقيا يزيد من معاناة السكان كل مرة.