هدد عدد من سكان بلدية البوني بمراسلة مصالح مديرية التجارة وقمع الغش حول تواطؤ بعض أصحاب المخابز المتواجدة في السوق الرئيسية للبوني مع تجار الأرصفة، من خلال تخصيص حصة من الخبز الذي يباع في الأرصفة ب 15 دينارا للخبرة المحسنة و 10 دنانير للخبز العادي. وقال السكان، في تصريح لهم ل “الفجر”، إن الاتفاق بين صاحب المخبزة وباعة الأرصفة يكون حول نسبة أرباح يتقاسمونها فيما بينهم بعد قيام صاحب المخبزة بغلق أبواب هذه الأخيرة أمام الزبائن بعد منتصف النهار، ما يفسح المجال واسعا أمام تجار الأرصفة كي يمارسوا البزنسة وفرض منطق الاحتكار في مادة الخبز، التي يزداد الطلب عليه، خاصة بعد غلق غالبية مخابز الولاية نتيجة ذهاب عمالها في عطلتهم السنوية، حيث يقطن أغلبهم في الولايات المجاورة . من جانب آخر، تحدثوا عن تعمد آخرين السعي لتحصيل الربح السريع من خلال التحايل على الزبون البسيط الذي يجد نفسه مرغما على قبول هذا الخيار الصعب. وتزداد ممارسة هذه الأساليب في كل رمضان؛ حيث ينتشر باعة الخبز على الأرصفة بشكل ملفت للانتباه، منهم من يسوق سلعة مخابز تتخصص في صنع الحلويات، ومنهم من يقوك بشراء كمية من الخبز بسعر معقول ويعيد بيعها بسعر مهول، حيث بلغ سعر الخبزة العادية في رمضان 25 دينارا، خاصة بعد غلق المخابز لأبوابها نهاية النهار. من جانب آخر، يتكرر نفس السيناريو يوم جمعة من كل أسبوع، سواء تعلق الأمر برمضان أو الإفطار، حيث تنتشر سلال الخبز عبر كامل أرصفة شارع ابن خلدون، وسط مدينة عنابة، بأسعار تفوق 10 دنانير دون وجود أية رقابة تفرمل موجة الجشع التي تستهدف خبزة الزبون، الذي رغم تذمره يقوم بشرائها. وحول هذه الممارسات، أكد مصدر من مديرية التجارة أنه لم ترد إليهم أية معلومات حول تحايل بعض أصحاب المخابز على الزبائن بهذه الطريقة المكشوفة، وفي حال ورود شكاوى فإن مصالح المديرية ستواجه الظاهرة بكل صرامة، لأن القانون يمنع بيع مادة حساسة مثل الخبز على الأرصفة، أقل ما يقال عنها ملوثة، وكانت مصالح الرقابة قد شنت حربا على باعة الخبز في العراء السنة الفارطة، حيث تصادر السلعة منعا للانتشار الهائل لباعة الخبز عبر بلدية عنابة وسط. .. وسكان حيي 5 جويلية وكوش يعارضون فتح مخبزة تحت العمارة من جانب آخر، وموازاة وسياسة البزنسة في مادة الخبز، أودع سكان 1048 سكن بحي 5 جويلية وآخرين في حي كوش نور الدين شكاوى لدى العدالة لغلق المخابز التي تم فتحها تحت العمارتين، حول حياة السكان إلى جحيم بسبب درجة الحرارة المرتفعة من أفران طهي الخبز، كما كان وراء تشقق جدران العديد من الشقق، علما أن جزءا من عمارة كوش نور الدين كانت قد انهارت جزئيا. في هذا السياق، أوضح صاحب المخبزة ل “الفجر” أنه ليس ضد غلق المخبزة، لأنه يدرك حقيقة خطرها على أكثر من 10 عائلات مقيمة بهذه العمارة، وإنما طلب في أكثر من مناسبة تدخل السلطات لإعادة إيواء هذه العائلات، مؤكدا أن لا جدوى من ترميم عمارة يعود تاريخ بنائها الى الحقبة الاستعمارية، ما زاد في اهتراء هذه المخبزة التي حتما ستكون السبب في هلاك الكثيرين. وفي انتظار تدخل جاد من مديرية التجارة لوضع حد للتجارة الفوضوية لمادة الخبز وتسوية وضعية العمارات، التي من المفروض أن لا تتواجد بها مخابز، يبقى الوضع على ماهو عليه بولاية عنابة، التي يشتري سكانها رغيف الخبز العادي ب 15 دينارا و20 دينارا، هذا إن وجد، وإن لم يوجد فإن أرغفة “الكسرة” موجودة وبأثمان مضاعفة.