ضمن سلسلة الندوات التاريخية التي تنظمها الجمعية الولائية للبحث التاريخي والتراث لولاية الجلفة وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 59 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، احتضنت ثانوية أول نوفمبر بالجلفة ندوة متعددة المحاور نشطها أساتذة و باحثون إضافة لإلى الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين الحاج مختار المخلط. وبحضور أساتذة و مسؤولي و تلاميذ الثانوية الذين تابعوا باهتمام ما القي عليهم من محاضرات و مداخلات صبت في مجملها في الحديث عن ثورة التحرير. الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين و في كلمته الافتتاحية ركز على رمزية التاريخ مذكرا الحضور بما قدمته الثورة وجنودها للوطن و ما على جيل اليوم القيام به للحفاظ على المكاسب المحققة و مواصلة المسيرة والثورة في جوانبها الأخرى. وذكّر عضو الجمعية والباحث في تاريخ المنطقة الأستاذ حليس عبد القادر بالمسار الذي قطعه الشعب الجزائري لتحقيق حريته و بناء جزائر المستقبل التي ما كانت لتكون لولا التضحيات الجسام التي قدمتها كل فئات المجتمع الجزائري على مر كل سنوات الاحتلال الفرنسي و الذي حاول هدم كل عوامل و دعائم الهوية الوطنية الجزائرية. وفي موضوع موقع التاريخ من المنظومة التربوية، أسهب الأستاذ و الباحث في التاريخ كاس الطيب في تبيان مختلف المراحل التي مر بها تدريس مادة التاريخ خاصة ما تعلق منه بتاريخ الثورة التحريرية في المنظومة التربوية تبعا للتغييرات و الإصلاحات التي عرفتها هذه المنظومة على مر السنوات منذ الاستقلال إلى غاية اليوم. مشيدا بالمجهودات المبذولة في سبيل تدوين المعلومات التاريخية و تقديمها لأجيال جزائر الاستقلال. الإعلامي كوداش ياسين و في مداخلة حول دور الإعلام في ثورة التحرير ركز على المهام الرئيسة التي أنيطت بالإعلام في الثورة و التي كان من أهمها ضرورة إيجاد التوازن بين متطلبات الرأي العام الوطني والدولي بعرضه للقضية الجزائرية بمختلف الوسائل والأساليب قصد إقناع الرأي العام الدولي بمصداقية القضية، ضرورة الحفاظ على المبادئ الأساسية للثورة، الرد الفوري والمباشر على أجهزة الإعلام الغربية ولاسيما وكالات الأنباء المنحازة للوجهة الفرنسية، ضرورة الحرص الشديد على دقة البيانات والبلاغات المقدمة إلى وكالات الأنباء الأجنبية وإبلاغ العالم بتضحيات الشعب وحقه في التحرير قصد تدويل القضية. وفي ختام الندوة تم فتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة ولاتي كانت في مجملها تصب في مآل الثورة وأهم الأحداث التي شهدنها المنطقة. كما قام الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بتكريم بعض الطالبات الجمعيات نظير إسهامهن في البحث التاريخي المحلي و المشاركة في مختلف النشاطات التاريخية المنظمة مؤخرا. واحتضنت بلدية سلمانة احتفالية منوعة شاركت فيها السلطات المحلية لدائرة مسعد المدنية منها و الأمنية حيث احتضنت قاعة المطالعة بالبلدية ندوة متعددة المحاور نشطها أساتذة و باحثون إضافة لإلى الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين الحاج مختار المخلط. و بحضور مجاهدي و مواطني المنطقة الذين تابعوا باهتمام ما القي عليهم من محاضرات و مداخلات صبت في مجملها في الحديث عن ثورة التحرير. الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين و في كلمته ركز على رمزية التاريخ مذكرا الحضور بما قدمته المنطقة من تضحيات إبان الثورة و التي جعلت من هذه المنطقة إحدى قلاع الثورة بالولاية السادسة و بالجلفة خاصة. و في الاحتفالية تم تكريم قسمة المجاهدين بسلمانة وإهدائها جهاز إعلام آلي. و توجه الجميع الى الزاوية الطاهيرية أين نظمت لهم وجبة الغذاء و قبل ذلك كان للجميع وقفة بين سلمانة و القاهرة لاختيار موقع لإقامة معلم تاريخي يعدد أحداث الثورة بالمنطقة و إنجاز مقبرة للشهداء تضم رفاة شهداء المنطقة. هذا و كانت المناسبة فرصة التقاء رفقاء السلاح فيما بينهم و مع جيل الإستقلال الذي تحقق بفضلهم.