احتضنت صبيحة أمس قاعة المحاضرات التابعة لقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة فعاليات الملتقى الوطني السادس حول القيادة الجماعية للولاية الثانية التاريخية خلال الثورة التحريرية المظفرة بمشاركة أكثر من 40 باحثاً من مختلف الجامعات الجزائرية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات التاريخية الوطنية من أبناء الناحية، و حسب الأستاذ توفيق صالحي رئيس جمعية روسيكادا الثقافية صاحبة الملتقى. فإن هذا الأخير يهدف أساساً لتعريف الجيل الحالي خاصة على طبيعة المقاومة والكفاح التحرري في المنطقة مع إعطاء الصورة الحقيقية عن القيم الديمقراطية الشعبية أثناء الثورة في الولاية التاريخية الثانية و إبراز التلاحم الحقيقي والعفوي بين القيادة التاريخية والقاعدة الشعبية التي احتضنت الثورة والثوار بالإضافة إلى هذا السعي من أجل تدوين التاريخ المحلي باعتباره جزء من التاريخ الوطني الجزائري و ذلك انطلاقاً من دراسة مختلف الوثائق و المذكرات التاريخية المتعلقة بكل الأحداث التي شهدتها المنطقة عبر مختلف مراحل التاريخ المرصعة بالبطولات والأمجاد... و قد تم تقسيم أشغال هذا الملتقى الذي سيدوم يومين كاملين حسب ذات المصدر إلى خمس محاور و هي واقع مجتمع الأهالي في الشمال القسنطيني غداة اندلاع الثورة سنة 1954، و كذا طبيعة القيادة الجماعية في الولاية الثانية سواء من حيث النواحي أو المناطق أو المعارك زيادة إلى محور المجالس الشعبية في الولاية التاريخية الثانية خلال حرب التحرير من 1954 إلى غاية 1962، وكذا علاقة قيادة الولاية الثانية بالقيادة الوطنية للثورة الجزائرية في الداخل و الخارج كما سيتم التطرق أيضاً إلى نماذج من قادة الولاية الثانية التاريخية. كما ستقدم على هامش هذا الملتقى شهادات تاريخية حية من شخصيات وطنية من الشمال القسنطيني عايشوا الأحداث عن قرب. و نشير هنا إلى أنه و على الرغم من الأهمية التي يكتسيها تنظيم مثل هذا الملتقى الذي يتزامن والاحتفالية المخلدة لخمسينية عيد الاستقلال و الشباب إلا أن الحضور كما وقفنا عنده اقتصر على المشاركين و عدد من المجاهدين و بعض المدعوين بينما غاب الشباب وبخاصة طلبة الجامعة وكذا طلبة الثانويات على أساس أنه من بين أهداف تنظيم هذا الملتقى هو العمل على ربط الجيل الحالي بجيل صانعي ملحمة الثورة من خلال الشهادات و الدراسات التي قدمت خلال هذه الأشغال...