قال الكاتب والمذيع المحبوب "مراد بوكرزازة" بأنه صدم وشعر بالخيبة عندما شاهد نصه المسرحي الأول "ما تبقى من بريد الشهداء" مجسدا على الركح لأن المخرج "عمر معيوف" تصرف في النص بشكل كبير مما أفقده شاعريته اللغوية التي راهن عليها وتمنى لو قدم العمل سينمائيا، كما أكد بأن كتابته للثورة والوطن لم تكن صدفة أو مرتبطة بمناسبة الخمسينية لكنه كتبها من منطلق حب الوطن ومن مبدأ التعريف بشهداء غير معروفين. لم يخفي الكاتب"مراد بوكرزازة" خيبته في نصه "ما تبقى من بريد الشهداء" الذي نفذ على الركح وأخرجه "عمر معيوف" عن مسرح سكيكدة بعدما نال النص الجائزة الأولى في مسابقة وزارة الثقافة الجزائرية، حيث أكد بأنه انتظر آن يحافظ العمل على شاعريته اللغوية التي كان يراهن عليها من الأول ليفاجأ بتحول العديد من الصور الشعرية إلى مقاطع تقريرية جافة. لكنه لم ينفي إعجابه بالرقصات التي قدمها مشيرا بأن المخرج وعده بتدارك النقائص في الأعمال المقبلة، وعن موضوع العمل قال بأنه يحكي قصص لشهداء ناضلوا وضحوا بأنفسهم من أجل الجزائر لكنهم غير معروفين على غرار الشهيد "رابح خدروش" وهي قصة استوقفته عندما كان بصدد القيام بجولة في بعض ولايات الشرق لتقصي حكايات الشهداء المحكوم عليهم بالإعدام، بالإضافة إلى حكايات كثيرة مؤثرة حاول جمعها مركزا أيضا على الجوانب الإنسانية وارتباط هؤلاء بالحياة، كما عمل مراد على إبراز الظلم واعتداء فرنسا على الشعب الجزائري من خلال أحكام الإعدام وأخيرا حاول أن يربط في نصه "ما تبقى من بريد الشهداء" بين جيل قدم الكثير لوطنه وجيل الشباب الذي يستوجب أن يتعرف على تاريخ بلده. وعن اتجاهه للكتابة المسرحية واختيار المواضيع الوطنية أوضح صاحب رواية "ليل الغريب" أنه يحب المسرح منذ زمن ولا يجد حرجا في الكتابة في مختلف الأنواع الأدبية لأن الإبداع لا حدود له، منوها بأن اختيار موضوع الثورة الجزائرية لم يكن صدفة أو مرتبطا بمناسبة لأنه من عائلة ثورية بالإضافة إلى أنه غيور على وطنه وتاريخه. وقال الصوت المحبوب بإذاعة "سيرتا" بقسنطينة أن عمله لم يسرقه من العمل الإبداعي بل أضاف له الكثير، كما تحدث عن آخر عملين روائيين ينكب على إتمامهما وهما" منفي من الجنة" و"رقصة الياسمين" هذه الأخيرة التي تحكي علاقة حب بين آب وابنته يحاول أن يلخص فيها مختلف التجارب التي عاشها مع ابنته، كما وضع عمله "فاطمة" لدى لجنة القراءة بالتلفزيون الجزائري من أجل تحويله لعمل سينمائي أو تلفزيوني.