تحصي الجزائر قرابة خمسة ملايين مصاب بداء هشاشة العظام أين تحتل فيه النساء حصة الأسد ب80 بالمائة، في المقابل يبقى نقص المراكز المتخصصة يشكل عائق أمام المختصين في التكفل بهذه الفئة. يعد مرض هشاشة العظام أكثر أمراض العظام انتشارا في الجزائر وتكمن خطورته في أنه ليس له أعراض واضحة، ويسبب ضعفا تدريجيا في العظام يؤدى إلى سهولة كسرها حيث تمثل النساء نحو 80% من المصابين بهذا الداء كون ساقها يأتي على شكل حرف "0″ باللاتينية أو مقوسة ما يؤدي إلى تضرر عظامها وإصابة الركبة والورك، إلى جانب عامل الهرمونات الأنثوية والدخول المبكر في سن اليأس، كما تعد السمنة السبب الرئيسي في إصابة الشخص به. ذكر البروفيسور رشيد بن بكوش مختص في جراحة العظام بمستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي خلال يوم دراسي بيومية "دي كا نيوز" حول جراحة مرضى هشاشة العظام أن عدد المصابين بهذا الداء يتراوح بين 04 و05 مليون مصاب مشيرا أن هذه الفترة تشهد ندرة حادة في الأطراف الصناعية "الركبة والورك" وهذا ما يؤخر موعد علاج مرضى هشاشة العظام الذين ينتظرون مدة أقلها 06 أشهر إلى حين توفر الأطراف الصناعية، مؤكدا أن مستشفى باب الوادي يستطيع إجراء حوالي 15 عملية جراحية في الأسبوع للأشخاص المصابين بهشاشة العظام في الأسبوع عند توفر الإمكانيات في ظل صعوبة تحديد علاج واضح لهذا الداء والذي ينحصر في مضادات الالتهاب، الحقن مع طرح بعض النصائح الوقائية التي تقلل من حدة الألم وتحد من درجة تقدم المرض، كون المختصين يتفادون إجراء العمليات الجراحية لمرضاهم إلا إذا استلزم الأمر ذلك وغالبا ما تكون الجراحة آخر حل يلجأ له الطبيب. مشيرا في ذات السياق أن التكفل بمرضى هشاشة العظام يكون بتوفير المراكز المتخصصة في علاج هذا الداء، فالمركزي الوحيد المتخصص في علاج وجراحة العظام موجود في العاصمة ولا يستطيع التكفل بعلاج وجراحة 04 أو 05 ملايين إلى نقص المراكز المتخصصة في التكفل بهذه الشريحة إلى جانب غياب التأطير والمتابعة للمختصين الجدد، معتبرا أن تخصص جراحة العظام لا يمكن حصره في مدة تكوين لا تتعدى خمس سنوات، يجد فيها المختص نفسه أمام الأمر الواقع في أحد المؤسسات الاستشفائية في مختلف ربوع الوطن، في ظل غياب التجهيزات الطبية والإمكانيات اللازمة إلى جانب غياب المتابعة، المراقبة والتوجيه ما يجعله لا يتردد في توجيه مرضاه إلى العاصمة، وهذا ما لا يمنحهم فرصة لاكتساب الخبرة أو أداء واجبهم على أكمل وجه ويبقى المريض هو من يدفع حياته فاتورة للنقائص وغياب المراكز المتخصصة.