تطرح عمليات زرع قنابل تقليدية على مستوى أحياء مختلفة بمدينة العلمة، في السنتين الأخيرتين، الكثير من علامات الاستفهام حول هوية من يقفون وراءها، خاصة تلك التي زرعت بحي ثابت بوزيد وسط المدينة نهاية شهر ديسمبر الماضي وتم تفكيكها من طرف مصالح الدرك. تشير مصادر مطلعة إلى أن هذه العمليات ما هي سوى تصفية حسابات بين رجال المال والأعمال بأكبر قطب تجاري في البلاد المشهور باسم ''شارع دبي'' بالعلمة، خاصة وأنه يحصي أكثر من ألف مستورد لجميع المنتجات من دول مختلفة أبرزها الصين. وغير بعيد عن المدينة تشتهر مناطق جنوب ولاية سطيف بانتشار ورشات سرية لصناع الأسلحة والذخيرة التي تستعمل في الصيد وعمليات السطو والسرقة. وتؤكد مصادر محلية ل''الخبر'' أن ثمن هذه الأسلحة يتراوح بين 4 إلى 5 ,6 مليون سنتيم حسب النوعية والطلب دون احتساب الذخيرة، إذ يزيد الثمن بشكل كبير حين يتم بيعه في المناطق الحضرية بسبب مخاطر النقل وحواجز الأمن. ورغم تأكيد مصالح أمن ولاية سطيف، على عدم ورود أي معلومات حول انتشار السلاح بالولاية، إلا أنها أكدت في مقابل ذلك دخول أنواع خطيرة من مسدسات الصعق الكهربائي التي تستعمل في السطو والابتزاز. وتذهب مصادر أخرى إلى كثرة الطلب حاليا على الأسلحة الأوتوماتيكية التي تدخل من دول الساحل وخاصة ليبيا عبر المعبر الحدودي في ولاية الوادي، في الوقت الذي تمكنت مصالح الدرك من تفكيك العديد من الورشات السرية في جنوبسطيف وتحديدا على الحدود مع باتنة منذ بداية السنة الماضية. وقد تم خلال عملية المداهمة التي استهدفت تلك الورشات حجز 10 مسدسات كاملة، وكميات معتبرة من البارود، وآلة للحشو تستعمل في صناعة الخراطيش. وكشفت هذه العمليات النوعية أن المناطق الجنوبيةلسطيف والتي تعتبر من أفقر مناطق الولاية، أخذت منحى تصاعديا في مجال تكوين جماعات كثيرة تختص في المتاجرة بالأسلحة وصناعة مستلزمات الذخيرة الحية، إذ اكتشفت مصالح الدرك الوطني بذات المنطقة ورشة لصناعة الأسلحة، تلاها العثور على مسدس تقليدي الصنع على متن سيارة تم توقيفها بحاجز ببلدية البلاعة، الواقعة شرقي الولاية. ويمتد نشاط هذه العصابات، حسب الدرك الوطني، عبر عدة بلديات بولاية سطيف، أهمها بئر العرش والعلمة وحمام السخنة ومنطقة عين الطريق. وبعد تحقيق معمق واستنطاق للعناصر التي تم القبض عليها، توصلت مصالح الدرك إلى زعيم الخلية المختصة في صناعة الأسلحة ببلدية بيضاء برج، حيث تم مداهمة ورشته السرية وعثر فيها على معدات وتجهيزات يتم استعمالها لصناعة الأسلحة، إضافة إلى استرجاع مسدس ثان وبندقية صيد موجهة للبيع، بالإضافة إلى عيارات نارية من مختلف الأحجام، كما تم القبض على 8 أشخاص آخرين بنفس التهمة. وتؤكد مصادر أمنية أن هذه المجموعة كانت وراء كشف الكثير من الورشات للأسلحة الحربية ومواد الذخيرة، التي صارت عملة رائجة تدر الملايين على أصحابها، حيث تباع بطريقة منظمة للكثير من الجهات خاصة الإرهابيين، بدليل تورط 3 إخوة بقرية راسيسلي التابعة لأولاد تبان جنوبي ولاية سطيف كانوا مسبوقين في قضايا دعم وإسناد الإرهاب في صناعة المتفجرات والقنابل التقليدية. وأعلنت مصالح الدرك في نفس السياق حجز 33 خرطوشة من عيار 16 ملم، 5 كلغ من مادة الرصاص، كيلوغرام من مادة البارود، إضافة إلى 79 كبسولة و162 ظرف خراطيش ذات عيار 16 ملم، كما ضبط الدركيون داخل المسكن حزاما وأدوات تستعمل في حشو الخراطيش.