بعد 24 ساعة من التتويج حل سهرة أمس الأول أبطال الجزائر من جديد إلى عاصمة الهضاب العليا محملين بأغلى هدية على الإطلاق منذ عقدين من الزمن، بالفعل عادت السيدة الكأس لتروى من مياه عذب منبع عين الفوارة الدافق بعد ظمأ طال جيلين من الزمن، رحلة الكأس والنسر الأسود نحو مدينة سيدي الخير انطلقت من الجزائر العاصمة وبالتحديد من مطار هواري بومدين الدولي وعلى متن طائرة خاصة، ليجد رفقاء حسين مترف آلاف المناصرين في انتظارهم وانتظار مشاهدة المفقود عنهم ...السيدة الكأس. الرحلة برمجت على الساعة 21:00 وتدخل السلطات أرجع الإقلاع للسادسة مساء وقد كانت الرحلة المبرمجة لنقل رفقاء الحاج عيسى نحو سطيف في حدود الساعة 21:00 وهو ما كان قد سيؤثر على الجماهير الكبيرة التي تنقلت من ربوع الولاية وحتى من خارجها لمقابلة أسياد الجزائر، ما دفع بالسلطات المحلية بالتدخل لدى نظرائهم بالعاصمة وهو ما سمح للطائرة الخاصة بالإقلاع في حدود الساعة 18:00، لتطأ فيما بعد الطائرة أرضية مطار الثامن ماي بسطيف على الساعة 20:15 مسجلة بذلك تأخر لساعة ونصف من الزمن. التنقل إلى المدينة على متن حافلة خاصة و150 ألف مناصر كانوا في الانتظار وفور وصول الطائرة التي كان على متنها وفد الكحلة والبيضاء كانت في انتظارهم حافلة خاصة أعدت خصيصا لهذا الحدث الهام أقلت الفريق من المطار صوب المدينة التي تهيئة بأحسن الأثواب لاستقبال الأبطال، فالشوارع أغلقت منذ الظهيرة والطرق طهرت وتم عزل الرصيف عن الطريق للتمكين الجميع من مشاهدة الموكب في ديكور تنظيمي رائع جاء ليضيف علامة مميزة للتنظيم الذي سار منذ تنقل الوفود إلى العاصمة وإلى غاية عودتهم، فأزيد من 150 ألف مناصر جاءت من كل حدب وصوب احتلت الشارع الرئيسي بالمدينة ورغم طول انتظار دام أزيد من ثلاث ساعات أخير يصل الوفد محمل بالحلم الأصغر كما يحلوا للبعض تسميته وبساحة الحرية بقلب المدينة تم تغيير الحافلة ليصعد شاوشي والرفاق على متن حافلة مكشوفة انطلقت من أمام عين الفوارة التي ارتوت منها الكأس واللاعبين، والوجهة كانت مقر الولاية وسط طلقات البارود والألعاب النارية فضلا عن زعاريد النسوة والرقصات الفلكلورية التي رافقة الموكب الذي دخل وسط حمام بشري صنعه محبي ومشجعي فريق لاياس ولعريبي من النخاع، في صورة سيحتفظ بها كل أنصار الكحلة والبيضاء على الأقل من الجيل الذي لم يرى من قبل أجواء التتويج بالسيدة الكأس بسطيف. الجميع كان في استقبال الأبطال بمقر الولاية واصلت الحافة المكشوفة تنقلها وسط أهازيج الفرح وصرحات السعادة التي كانت تصدر بكل صدق من قلب كل مشجع كان حاضرا في هذه الليلة، إلى غاية بلوغها مقر الولاية أين كان الرجل الأول بها في الاستقبال رفقة السلطات المحلية والعسكرية فضلا عن أعضاء البرلمان بغرفتيه، ليتوقف حينها الموكب ليخرج اللاعبين الذي أصروا على تحية الجماهير بطريقتهم الخاصة، فيما لم تغيب عن هذه الأجواء الألعاب النارية التي صنعت لوحات فنية أحيت الليلية وجعلت منها استمرار لنهار الأفراح الذي ساد أرجاء المدينة وظواحيها. تكريم خاص بمقر الولاية، بدوي يثمن مجهود اللاعبين ويعدهم بالمفاجأة وقد حظي أبطال الجزائر رفقة طاقهم الإداري الفني والطبي باستقبال يليق بعظمة الإنجاز، إذ كان الصالون الشرفي للولاية والمخصص لكبار المسؤولين مسرحا لتبادل التهاني وتجديد العزائم بين المسؤولين والمسيرين، وبالمناسبة ألقى والي الولاية كلمة ثمن من خلالها المجهودات الجبارة التي بذلت من طرف الجميع والتي جاءت بأكلها وثمارها من خلال التتويج بالكأس، وقد كانت له خلال مداخلته المطولة وقفة عن الوعود التي قطعت على اللاعبين نظير هذا الإنجاز مشيرا في ذات السياق أن المفاجأة التي تنتظرهم تفوق كل التوقعات باعتبار الفرحة التي أدخلت في قلوب كل السطايفية لا يلخصها التكريم مهما كانت قيمته، وفي ذات السياق عبر ذات المسؤول عن سعادته التامة بعد عودة جميع المناصرين إلى سطيف وعدم تسجيل أي حادث كان قد يعكر جو الفرح. وسرار يشيد بالسلطات ويؤكد عزيمة الوفاق في التتويج بلقب البطولة كما كانت للرجل الأول بالوفاق مداخلت خلال الحفل الشرفي المقام بمقر الولاية، أشاد من خلالها بالسلطات المحلية للولاية على روح المسؤولية وحجم المسؤولية التي تحملتها جميع المديريات المشاركة في نقل حوالي 25 ألف مناصر وعودتهم جميعا سالمين، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بغريب على بلادنا بعد الخبرة التي اكتسبتها خلال نقل أنصار فريقنا الوطني إلى السودان، كما لم يجد الطريقة التي يعبر عنها عن شكره العميق وامتنانه لرئيس الجمهورية الذي كانت له وقفة تاريخية عقب نهاية المقابلة أين حيا فيها أنصار الوفاق وأنصار الشباب من قلب معبرا عن تمام رضاه وسعادته بالحس الوطني وروح الأخوة التي سادت طيلة عمر النهائي. لقاء خاص بعيدا عن الأنظار والأسماع تلا الحفل الشرفي وفي ختام الحفل الشرفي المقام بصالون مقر الولاية، كان اللاعبين على موعد خاص لتناول وجبة العشاء مع الوالي رفقة كبار رجال الأعمال بالمنطقة، وذلك بعيد عن عدسات وآذان رجال الإعلام.