تمكن أشبال نورالدين زكري ظهيرة أول أمس السبت من تحقيق التتويج التاريخي بالسيدة الكأس، بعد أن هزم نادي شباب باتنة بثلاثية دون رد، في مقابلة جرت وسط روح رياضية عالية فوق المدرجات تعكس الحس الحضري الذي بات يتحلى به أنصار الكرة بالجزائر، مدينة سطيف وفور إعلان الحكم لصافرة التتويج كانت مسرحا لأفراح آلاف المشجعين ممن لم يسعفهم الحظ في التنقل إلى ملعب 5جويلية، احتلوا كل المساحات العمومية متجهين صوب عين الفوارة رمز انتصارات النسر الأسود، أهازيج الفرح والألعاب النارية كانت في الموعد رغم تهاطل سيول المطر التي جاءت لتضيف بركة على طعم التتويج السابع بعد عانت السيدة الكأس من ظمأ طويل دام عشرين سنة، رنين السيارات زغاريد النسوة وطنين البندير ميزت سهرة السبت إلى الأحد في مدينة 8ماي 45 ببلدياتها ودوائرها، عائلات بأكملها خرجت إلى الشوارع تنادي بروح أمجاد الوفاق "لاياس، لعريبي، بن كاري، كوسيم صالحي والآخرين" والتي ارتبطت أسماءهم بأحرف من ذهب لتضاف إليهم أسماء الجيل الجديد لرفقاء مترف، حاج عيسى، جديات والمدرب نورالدين زكري الذي أضاف إلى رصيده التتويج الثاني على التوالي مع الوفاق بعد كأس شمال إفريقيا نهاية سنة 2009، ولم تنقشع أجواء الفرحة مع طوال سهرة " التصالح مع السيدة الكأس" حتى عادت أفواج الشباب المتنقلة إلى العاصمة بتعداد قارب ال25 ألف مناصر ولم تبدوا عليهم علامات التعب من جراء السفر من ذهاب وعودة في يوم واحد ما دام طعم الكأس لا يضاهي طعما آخرا، لتزيد من جمال المشهد فسيفساء رائعة زادتها مياه المطر نكهة خاصة صاح فيها أحد الأنصار قائلا:" حتى السماء باركت لنا التتويج"، وقد تواصلت أجواء الفرح إلى غاية ساعات متقدمة من الفجر، لتعود بعدها خلال عشية أمس أين كان اللقاء مع عودة الأبطال وعودة السيدة معهم في حفل فني بهيج أقيم على شرف جميع من شارك في هذا الإنجاز التاريخي الهام، الذي كان لا بد منه لتحقيق العدالة بعد أن تمكنت الكحلة والبيضاء خلال الخمس سنوات الأخيرة من العودة وفرض منطقها على الكرة الوطنية العربية وحتى الإفريقية. ولكن ورغم هذا الاحتفال البهيج لا يزال مناصر الوفاق يشد المآزر إلى حين تحقيق حلم التتويج المزدوج الكأس واللقب، الذي لا يزال العراك على أشده ولو أن الكثير يجزم بأن الأمور قد حسمت بنسبة كبيرة لصالح العميد إلا أن الجميع بسطيف يؤمن بعظيم اسمه الوفاق، لذلك كانت معظم تصريحات الأنصار الذين اقتربت منهم " صوت الأحرار" متجهة صوب التركيز في المقابلات الثلاث الهامة التي تنتظر أشبال سرار انطلاقا من مقابلة اتحاد الحراش غدا الثلاثاء، والسفرية نحو زامبيا بهدف قطع تأشيرة التأهل إلى الدور الربع نهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، ثم العودة من جديد على أرض الوطن وخوض غمار مقابلتين قمة في الإثارة التنافس أمام عملاقين إسمهما شبيبة القبائل والرائد مولودية الجزائر، بقدر ما كانت الفرحة عارمة بمدينة سطيف بقدر ما كان التفكير في المستقبل عميق إلى درجة ان فيه من الأنصار من فضل تأجيل الفرح إلى غاية نهاية الموسم الحالي بهدف الحفاظ على التركيز العام للفريق ولجوه الخارجي.