توفى الجلاد الجنرال الفرنسي، مارسيل بيجار، أول أمس، عن عمر يناهز 94 سنة بعد سلسلة من المجازر التي ارتكبها خلال حرب الجزائر وأعمال الإبادة والحرق والتنكيل التي قادها ضد الشعب الجزائري خلال سنة 1944 وإلى غاية الاستقلال 1962. ومن ابشع العمليات التي قام بها كاتب الدولة للدفاع الفرنسي الأسبق في عهد الرئيس جيسكار ديستان إعدام عشرين جزائريا دفعة واحدة ، وكان لا يجد أي حرجا في ترديد عبارة " لقد نذرت حياتي لفرنسا، فهي بلدي الأم، ولذلك فأنا أتضايق حين أُنْعت بالجلاد، لكنني لن أتردد ما حييت عن التضحية في سبيل بلدي". وكان الجلاد بيجار من أنصار الفكر الاستعماري الفرنسي والممجدين له ، باعتبار انه من حاول فرض مشروع للصداقة مع الجزائر وفق المصالح الفرنسية، وذهب إلى حد اتهام الجزائر بمعاداة فرنسا والسعي لتعطيل مشروع الصداقة معها، بسبب ربطه بموضوع الاعتذار عن الجرائم الاستعمارية المرتكبة في الجزائر . وكان بيجار أحد المهندسين لمشروع تمجيد الاستعمار الصادر بتاريخ 23 فيفري، وأحد العنصريين الرافضين لفكرة تقديم اعتذار من طرف الحكومة الفرنسية على التجاوزات التي قامت بها في الجزائر خلال الحقية الاستعمارية التي دامت 132 سنة كاملة. وقال إن الصلح مع الجزائر، يكون مع رجال '' نزهاء '' يعترفون بفضل الاستعمار الفرنسي على بلدهم، ويقولون أن فرنساوالجزائر، يجب أن تكونا صديقتين، لأن كل منهما تحتاج للأخرى. وقد عمل بيجار على تصدير أفكاره الاستعمارية حتى خارج فرنسا، عندما أكد في أحد الحوارات الصحفية أن الجيش الأمريكي في حربه ضد افغانستان، يعتمد على بعض خططه التي انتهجها في حربه ضد الشعب الجزائري. ورغم المعارضة الشديدة التي كان يلقاها من طرف بعض الأحزاب الفرنسية المناهضة للفكر الاستعمار لم يتوان بيجار في مواصلة سياسته القائمة على الفكر الاستعماري ، ويذكر في هذا الصدد أن الحزب الشيوعي الفرنسي قاد حملة تدعوإلى تقديم اعتذار رسمي أمام البرلمان جراء ما قامت به في الجزائر ويعتبر الجلاد مارسيل بيجار احد الشخصيات التاريخية التي يجب أن تساهم الاعتذار باعتبار أنها قامت بالعديد من الانتهاكات خلال تلك الحقبة. ويعتقد الحزب الشيوعي إنه من واجب مواطني وحكومة فرنسا الإقرار بالحقيقة التي مفادها أن الجيش الفرنسي ساهم في التعذيب أثناء الثورة التحرير. ويذكر أن الجينرال مارسيل بيجار قد نصح الرئيس الأمريكي براك أوباما باتباع خطته ''المحكمة'' في معركة الجزائر، في حربه ضد الإرهاب خاصة في أفغانستان، وقال السفّاح بيجار، أن أوباما ومنذ بداية حكمه، أخذ يتبع منهجا سليما في حربه، وهوالمنهج الذي ابتكره في حرب الجزائر. رشيد.ت