أبلغ الرئيس الأمريكي باراك اوباما نوابا في الكونغرس بأنه يعتزم سحب القوات الأمريكية من العراق بحلول اوت ,2010 وتتضمن خطة أوباما الإبقاء على نحو خمسين ألف جندي أمريكي في العراق لأغراض تدريب القوات العراقية وتنفيذ عمليات محدودة في إطار مكافحة الإرهاب أعلن الرئيس الامريكي ''باراك اوباما'' قرارا جديدا بشأن انسحاب قواته من العراق بأنه يعتزم سحب القوات الأمريكية من العراق بحلول اوت 2010 اى خلال تسعة عشر شهرا. جاء ذلك عقب مشاورات أجراها الرئيس في البيت الأبيض مع عدد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس بحضور جو بايدن نائب الرئيس وروبرت جيتس وزير الدفاع ومايكل مولن رئيس الأركان، وتتضمن خطة أوباما الإبقاء على نحو خمسين ألف جندي أمريكي في العراق لأغراض تدريب القوات العراقية و تنفيذ عمليات محدودة في إطار مكافحة الإرهاب وحماية المصالح الأمريكي، وقال جون ماكيوج العضو الجمهوري في مجلس النواب ان الرئيس أوباما وعد بإعادة النظر في خطة الانسحاب من العراق إذا تصاعدت مجددا وتيرة العنف هناك. واعلن أوباما خطة الانسحاب من العراق في خطاب القاه الجمعة بقاعدة لمشاة البحرية الأمريكية في نورث كارولينا، وترى رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن خمسين ألف جندي عدد كبير ويجب تبرير أسباب وجوده في العراق، وقد رد وزير الدفاع على ذلك بأن القوات التي ستبقى في العراق لن تخوض عمليات قتالية وستستقصر مهامها على ''التدريب والمشورة والمساعدة ومكافحة الإرهاب''.، ويفضل الجنرال راي أوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق والجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية أن يكون الجدول الزمني للانسحاب 23 شهرا.، ويرى القائدان أن الوضع في العراق يبقى هشا وأن المكاسب الأمنية التي تحققت خلال العام الماضي يمكن ان تضيع إذا تم الانسحاب بشكل سريع. ويشار إلى أن اوباما وعد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه منصبه رسميا.، ويفضل الرئيس التركيز على تدعيم القوات الأمريكية في أفغانستان وقد أمر الشهر الماضي بإرسال 17 ألف جندي إضافي إلى هذا البلد، وبالنسبة لردود الفعل التي صدرت حول خطة أوباما فى الانسحاب خلال 19 شهرا، فقد تركزت على انتقاد قراره ترك ما قد يصل إلى 50 ألف جندي في العراق بعد ,2010 و في هذا السياق قال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر: ''ننتظر توضيحات رسمية حول دوافع القيام بهذه الخطوة.''، وأضاف: ''لا بد أن يجري (الانسحاب) بصورة مسؤولة، لكن ترك 50 ألف جندي هو أكثر مما كنا نعتقد.''، ولم يلق أوباما دعماً على الجانب الديمقراطي سوى من السيناتور ريتشارد ديربن، الذي قال إن البيت الأبيض يحاول أن يوجد ''التوازن الصحيح'' بين ضرورة إعادة الجنود إلى الولاياتالمتحدة، والحفاظ على الاستقرار في العراق بآن معاً.، غير أن المساندة غير المتوقعة لقرار أوباما جاءت من الجانب الجمهوري، وتحديداً من المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، جون ماكين، الذي حضر الاجتماع في البيت الأبيض، وقال ناطق باسمه إنه يدعم إبقاء هذا العدد من الجنود في العراق. أما السيناتور الجمهوري، جون ماكهغ، فقد كشف أنه تلقى تأكيدات من أوباما تشير إلى أن خطة الانسحاب قابلة للمراجعة ''إذا ما توترت الأوضاع في العراق ميدانياً وعادت وتيرة العنف للارتفاع'' ناقلاً عن أوباما وجود ''خطة احتياطية'' ستطبق في هذا الوضع، وقال ماكهغ ، إنه من الضروري العمل على إنجاح خطة أوباما، غير أنه أعرب عن استمرار قلقه حيال ''هشاشة'' الوضع الأمني في العراق، ويوجد حاليا نحو 142 ألف جندي أمريكي في العراق و 38 ألف جندي في أفغانستان. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 4200 جندي امريكي قتلوا في العراق منذ الغزو عام ,.2003 وقد وقعت الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية العام الماضي اتفاقية أمنية طويلية الأمد تتضمن انسحاب القوات الأمريكية بحلول عام .2011 سوزان رايس:الانسحاب سيكون بطريقة امنة ومسؤولة قالت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس ان الولاياتالمتحدة ستتحرك '' بطريقة مسؤولة وامنة'' نحو خفض وجودها العسكري في العراق بموجب ''نهج جديد'' ستعتمده ادارة أوباما.، وقالت رايس ''سيكون اتفاقنا الامني الثنائي مع العراق اطارا للطريق الى الامام. وستجري عملية اعادة انتشار قواتنا المقاتلة بالتشاور مع حكومة العراق وبتأييد منها.''، وقالت ''هذا الالتزام بانهاء الحرب الذي يطبق بحرص لا ينتقص باي شكل من تأييد أمريكا الطويل الامد لتمتع العراق بالسيادة والاستقرار والديمقراطية والرخاء بحيث يكون قوة داعمة للسلام في منطقة مضطربة.''، وقالت رايس ان العراق ''ما زال قضية لها اهمية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة لكنها قضية ستتبع الادارة نهجا جديدا بشأنها''.