دعا الله تعالى عباده إلى الاستباق في الخيرات و المسارعة إلى القربات، طلبا لمغفرته و ثوابه، فقال سبحانه و تعالى: " فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا" ( المائدة48)، و قال جل وعلا:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " ( آل عمران 133).ومن أعظم ميادين المنافسة و المسابقة إلى الخيرات و تحصيل الثواب، قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة، لما في ذلك من الأجر العظيم و تكفير للخطايا و السيئات، و قد قال صلى الله عليه و سلم:" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهم"، و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام: " تابعوا بين الحج و العمرة ، فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب". و العمرة في رمضان، لها مزية كبيرة ليست في غيره، لما في ذلك من زيادة في الفضل و الترغيب، و أنها تعدل حجة في الأجر و الثواب، لقول النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى تسليما: "عمرة في رمضان تعدل حجة".ختاما، و باعتبار أن الشهر الكريم على مشارف النصف الثاني، معنى هذا أن الشهر المبارك أياما قلائل و ينقضي، ينبغي على المسلم الرشيد اغتنام هذه الفرصة بكل إمكانياته المادية و البدنية و الذي باستطاعته تأدية مناسك العمرة ، عدم تضييع هذه الفرصة ، بالنظر إلى شرف المكان و الزمان . فوقنا الله و إياكم لصالح العمل و تقبل جل و علا منا و منكم.