فضل قيام الليل في الشهر المبارك: قيام الليل من أفضل الطاعات و أجل القربات، و هو سنة في سائر أو قات العام، و يتأكد في شهر رمضان المعظم، و قد جاءت النصوص من الكتاب و السنة بالحث عليه و الترغيب فيه، مع تبيان عظيم شأنه و ثوابه عند المولى عز و جل.و لما لصلاة الليل من شأن عظيم في تثبيت الإيمان في قلوب المؤمنين و القيام بالأعمال الحميدة،فقد أمر الله تعالى بها نبيه الكريم عليه الصلاة و السلام، فقال: " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا أو نصفه أو أنقص منه قليلا ...إنا ستلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا." (المزمل 1-6). أما في السنة، فهناك العديد من الأحاديث التي تبين فضائل قيام الليل، فقد قال رسول الله عليه الصلاة و السلام: " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، و قربة لكم إلى ربكم ،و مكفرة للسيئات و منهاة عن الإثم." ( رواه الحاكم). فقيام الليل أفضل صلاة بعد الفريضة، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة و السلام قال:" أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل." ، و قال أيضا:" أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر ربه في تلك الساعة فكن." ( رواه الترميذي). فهي من أعظم أسباب إجابة الدعاء و الفوز بالمطلوب و مغفرة للذنوب. فصلاة الليل من موجبات دخول الجنة و بلوغ الدرجات العالية فيها، فقد روى الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إن في الجنة غرفا، يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام و أطعم الطعام، و تابع الصيام ، و صلى بالليل و الناس نيام." . فيا له من أجر عظيم و نحن عنه غافلين، فلا بد من الحرص على صلاة الليل و لو بالقدر القليل، خصوصا و نحن على أبواب العشر الأواخر وما تحتويه على ليلة خير من ألف شهر و هي ليلة القدر العظيمة. فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين". فنسأل الله جميعا أن يتقبل منا صلاتنا و صيامنا وقيامنا و أن يبلغنا ليلة القدر الكبرى.