تعرف المنطقة الشمالية لولاية سطيف خلال الأشهر القليلة الماضية غليان وسط السكان نتيجة العزلة وصعوبة تطبيق البرامج التنموية لعدة أسباب، نهيك عن عجز المسؤولين تسيير أمور بعض البلديات الأمر الذي زاد الطين بلة، وآخر الأحداث كانت ببني عزيز قبل شهر وفي هذه الأيام بسرج الغول. عبر العديد من سكان بلدية سرج الغول التابعة لدائرة بابور والتي تبعد حوالي 50 كم شمال مقر ولاية سطيف، لسطيف نت عن سخطهم الكبير عن الأوضاع المزرية التي يعيشونها والتي أدار لها مسؤولوها ظهورهم، رافضين تغيير ما يمكن تغييره وتحسين ما يمكن تحسينه، وفي سؤال لسطيف نت عن أهم انشغالاتهم وطبيعة الظروف القاسية التي يعيشها السكان عبر لنا أحد المواطنين الذين اتصلوا بسطيف نت عقب نشرها لخبر أحداث المنطقة، بأن الأوضاع لا تحتمل لدرجة أن رئيس البلدية هاجر المدينة باتجاه مقر الدائرة بابور التي تبعد بحوالي 15 كم، منذ أن كان موظفا بالبلدية، والذي لا يزال مغتربا إلى حد اليوم، وأضاف نفس المتحدث بأن الأوضاع بالبلدية لا تحتمل العيش الكريم، فقد عبر عن بلدية سرج الغول بمصطلح "مقبرة الأحياء" كونها تصلح لعيش الأموات لكن لأسباب تاريخية وجد فيها أحياء لم يستطيعوا خيانة أرض الشهداء وهجرة الأرض الزكية التي أطعمتهم، ويبدو من كلام الذين اتصلوا بنا سواء عن طريق الهاتف أو عن طريق السكايب، بأن المطالب الرئيسية لا تزيد عن حفظ كرامة السكان، فقد تطرق المتحدثون إلى مشكل المياه الذي أصبح هاجسا يلاحق الجميع، حيث يتم التزود بالمياه ثلاث مرات في الشهر، إلى جانب صعوبة التنقل بين القرى والمداشر، بسبب عدم تعبيد جميع الطرق، كما طالب بعض الشباب بحقهم في الترفيه والتثقيف، بإنشاء ملاعب جوارية ودار الشباب ومكتبة بالبلدية، وهي منشآت يقضي بها الشباب أوقاته وتبعدهم عن الانحراف وعن "..."، خاصة وأن المنطقة عرفت ويلات سنين الجمر والأكيد أن لا أحد يريد إعادة التجربة المريرة. وتبدو خلفيات الاحتجاجات أنها راجعة إلى عدم تمكن رئيس البلدية من تلبية مطالبهم منذ أن تولى منصبه، إلى جانب القطرة التي أفاضت الكأس وهي عدم قبوله الجلوس على طاولة الحوار للاستماع إلى انشغالاتهم، الأمر الذي استفزهم وثاروا غاضبين، ليقوموا بتنظيم يوم احتجاجي بغلق الطريق المؤدية إلى بلدية بابور وعين الكبيرة، فيما تم حجز رئيس البلدية داخل مقر البلدية، ورشق سيارة رئيس الدائرة بالحجارة والذي لم يكن على متنها، تعبيرا عن رفضهم للواقع والظروف التي تحتمت عليهم على حد تعبيرهم، وطالبوا برحيل كل من رئيس الدائرة ورئيس البلدية من منصبيهما وتدخل الوالي، وهذا بعدما عجزا كلا المسؤولين من احتواء مشاكل السكان التي لا تتطلب خاتم سليمان يقول أحد المتدخلين.