صرّح أمس وزير الفلاحة والتنمية الريفية على هامش ندوة وطنية فلاحية بمناسبة انعقاد الدورة العشرين للاجتماع الفصلي المخصّص لتقييم أداء القطاع بأن برامج التجديد الريفي التي سطّرت خلال المخطّط الخماسي 2014-2010، والتي تتضمّن إنجاز أكثر من 12 ألف مشروع تنموي، منها 8300 مشروع في طريق الإنجاز و3800 مشروع قيد الدراسة بغلاف مالي يقدّر إجمالا ب 160 مليار دينار، مؤكّدا أن التنمية الريفية تتطلّب تضافر جهود جميع المؤسسات والإدارات وبالخصوص الجماعات المحلّية التي لها الدراية التامّة بالواقع الريفي من غيرها من الإدارات الكبرى، مشدّدا على ضرورة بناء اقتصاد يلعب دورا لا يستهان به في الفلاحة لضمان الأمن الغذائي للجزائر، والذي يعدّ جزءا لا يتجزّأ من أمنها القومي. من جهة أخرى، نوّه وزير الفلاحة عبد الوهّاب نوري بالحدثين الدوليين البارزين اللذين عرفتهما الجزائر وهما اجتماع مجموعة حوار (5+5) لوزراء الفلاحة لدول غرب البحر الأبيض المتوسّط واجتماع وزراء الفلاحة للبلدان أعضاء المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا للبحر الأبيض المتوسّط، واللذين كانا فرصة سانحة للوزراء لتقييم الأوضاع والتركيز على ضرورة تكثيف التعاون بين مختلف البلدان وإرساء آليات جديدة من شأنها تمكين الدول من مضاعفة إنتاجها الفلاحي، وكذا وضع ميكانيزمات لمتابعة ومراقبة الأسواق الدولية للمنتوجات الفلاحية وإضفاء أكثر شفافية على المعاملات التجارية، مع محاربة كلّ أنواع المضاربة التي كانت السبب في عدم استقرار الأسواق، وكذا الارتفاع المذهل لأسعار المواد الغذائية. وأضاف نفس المسؤول أن الجزائر حقّقت في 2013 أحد أهداف الألفية والمتعلّقة بالقضاء على الفقر والمجاعة وسوء التغذية من خلال اعتراف المنظّمة العالمية للتغذية والزراعة، والذي يعدّ تتويجا للبلاد، على حد قوله. في سياق آخر، شدّد نوري على ضرورة متابعة الإطارات للتربّصات التقنية المنظمة في الداخل والخارج للاستفادة من التحصيل العلمي الذي يمكّنهم من تدعيم معارفهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم، منوّها بالمجهودات التي تقوم بها وزارة التكوين والتعليم المهنيين في إطار المساعدات التي تقدّمها للقطاع عبر تكوين إطارات متوسّطة، أعوان وتقنيين، وكذا اليد العاملة البسيطة، كما طالب إطارات القطاع بتقديم كافّة أنواع التسهيلات للمستثمرين وتمكينهم من الحصول على الأراضي المخصّصة للاستصلاح، وكذا إنشاء مستثمرات كبيرة الحجم تسمح بتدارك العجز الملحوظ في بعض المواد كالحبوب والحليب والبقول الجافّة، منوّها في ذات الصدد بالدور الذي يقوم به وزير الموارد المائية حسين نسيب من خلال الإنجازات الكبيرة التي يقوم بها من سدود ومحيطات مسقية، ممّا يقدّم هذا -حسبه- خدمات جليلة لقطاع الفلاحة. كما دعا ذات المتحدّث المدير العام للبنك الجزائري للتنمية الريفية (البدر) إلى تسهيل أمور الفلاّحين والتجاوب مع طلبات الفلاّحين الرّاغبين في الحصول على الدعم المالي، مثمّنا إنجازات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في القطاع الفلاحي.