تتجاوز القطاعات الكلاسيكية من بعيد في ظل ديناميكية متسارعة للعلاقات الثنائية بين الجزائر وبكين، تحتضن الجزائر اليوم فعاليات منتدى الاستثمار الجزائري الصيني، والذي يشكل محطة مفصلية للانتقال بالشراكة بين البلدين إلى مرحلة ثانية أكثر عمقا وجرأة، تتجاوز القطاعات الكلاسيكية نحو مجالات استراتيجية جديدة تراهن عليها الجزائر لتنويع اقتصادها وخلق الثروة ومناصب الشغل. وسيعرف المنتدى المنظم من طرف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، حضورا لافتا لعدد كبير من المستثمرين من كلا البلدين، بهدف بحث فرص التعاون والشراكة الممكنة. وتهدف الرؤية الجديدة في العلاقات بين البلدين الجزائر والصين إلى كسر النمط الكلاسيكي الذي يقتصر على الطاقة والمعادن ، الى قطاعات واعدة سيتم التطرق اليها خلال هذا المؤتمر منتدى الاستثمار الجزائري الصيني، الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا، الروبوتات،الزراعة الحديثة، السياحة، والصناعة الميكانيكية، خصوصا السيارات الكهربائية. وانعكاسا لهذا التوجه سجلت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار 42 مشروعا صينيا بقيمة 5ر4 مليار دولار, أغلبها استثمارات مباشرة في القطاع الصناعي, حسبما أفاد به, يومأمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة, المدير العام للوكالة, عمر ركاش. وأوضح السيد ركاش خلال افتتاح أشغال منتدى الأعمال الجزائري-الصيني, أن الوكالة قامت بتسجيل 42 مشروعا استثماريا صينيا, على مستوى الشباك الوحيد للمشاريع الكبرى والاستثمارات الأجنبية, منذ انشاء الوكالة في نوفمبر 2022 وإلى غاية مارس الماضي, بمبلغ إجمالي يفوق 614 مليار دج, أي ما يعادل 5ر4 مليار دولار. وتتوزع هذه المشاريع بين استثمارات مباشرة (22 مشروعا) ومشاريع بالشراكة بين مؤسسات صينية ومتعاملين وطنيين (20 مشروعا), يتركز معظمها في القطاع الصناعي,.