بدلا من تكبد عناء الذهاب إلى عيادة الطبيب والانتظار لفترات طويلة بات بالإمكان الحصول على استشارة طبية فقط بكبسة زر واحدة للدخول إلى الشبكة العنكبوتية بواسطة المواقع الطبية ثم البدء بالاستشارة ليقوم أطباء متخصصون بالرد عليها. التجربة ليست وليدة اللحظة وإنما هي نتاج لدراسات عدة آخرها دراسة جديدة في بنما كشفت أن أطباء العالم سينجزون مئة مليون استشارة عبر الأنترنت بزيادة تقدر ب 40 في المئة مقارنة بالعامين الماضيين. وقال فرنسيسكو مارتن مدير شركة دلويت الاستشارية التي قامت بهذه الدراسة إن هذه العملية تستخدم برامج مختلفة وتطبيقات ووسائط تكنولوجية للحصول على تشخيص ووصفات طبية من دون تكبد عناء الانتقال إلى عيادة الطبيب. ووفق الدراسة نفسها فإن الاستشارات عبر الأنترنت ستكون شائعة خصوصا في الولاياتالمتحدة وكندا التي قد يبلغ عدد هذه الاستشارات فيها 75 مليونا في 2014. ويستقبل أطباء العائلة الأميركيون والكنديون سنويا 600 مليون مريض في عياداتهم، وفي ما يقارب نصف الحالات، (يمكن حل المشكلة عن طريق استشارة افتراضية) بحسب الدراسة. وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الاستشارات الطبية الافتراضية تظهر إمكانية كبيرة للنمو في بريطانيا والدنمارك وكينيا وأندونيسيا، رغم مستوى الاختراق (المحدود) لهذه الخدمة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ حتى اللحظة. ومن المتوقع أن تؤدي الاستشارات الطبية الافتراضية هذا العام على المستوى العالمي إلى ادخار محتمل بأكثر من 5 مليارات دولار بالمقارنة مع تكاليف الاستشارات (الحقيقية). ويعد تقليص التكاليف الصحية والتآلف المتزايد مع التكنولوجيا لدى الأشخاص الأكبر سنا من العوامل التي أدت إلى زيادة الرغبة لدى العموم بالقيام باستشارات طبية افتراضية، بالإضافة إلى الاستعمال الكبير للأجهزة المحمولة المتصلة بشبكات الأنترنت السريع. وتتم هذه الزيارات الطبية الافتراضية بواسطة الحصول على معلومات عن المريض وحالته عن طريق استمارات واستبيانات وصور من شأنها استبدال التفاعل المباشر مع الطبيب. ومن المتوقع أن تتخطى مبيعات 2014 من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم ال750 مليار دولار أي بزيادة تصل إلى 50 مليار دولارعن مبيعات العام 2013 بحسب الدراسة.