أكّد ممثّلو علامات سيّارات مشاركة في الطبعة ال 17 لصالون السيّارات الدولي للجزائر العاصمة أن السيّارات التي تسير بالبنزين ما تزال تطغى على الطلبات لدى وكلاء السيّارات على حساب سيّارات (الديازال) بالرغم من الأسعار المغرية لزيت الوقود. أوضح عدد من ممثّلي وكلاء السيّارات أن (التوجّه الحالي تطغى عليه السيّارة الحضرية الصغيرة التي تسير بالبنزين)، مضيفين أنه بالرغم من تطوّر السيّارات التي تستعمل المازوت، لا سيّما رباعيات الدفع، تبقى السيّارات التي تسير بالبنزين تشكّل معظم المبيعات خلال السنوات الأخيرة. وأوضح باعة متواجدون بالصالون الذي تجري فعالياته بقصر المعارض (12-22 مارس) أن مبيعات السيّارات التي تسير بالبنزين في الجزائر تتراوح بين 55 و67 بالمائة. وأشارت أرقام الديوان الوطني للإحصائيات إلى أن 09ر64 بالمائة من السيّارات تسير اليوم بالبنزين مقابل 91ر35 بالمائة بزيت الوقود. وتضمّ الحضيرة الوطنية للسيّارات شاحنات وعربات تسير أساسا بزيت الوقود، لكن هذا التوجّه أخذ في الانعكاس خلال السنوات الأخيرة، لا سيّما مع وصول السيّارات الجديدة التي تسير بالبنزين دون رصاص. وأشارت أرقام شركة (نفطال) إلى أن السيّارات الجديدة المستوردة أدّت إلى رفع كمّيات البنزين دون رصاص المباعة من 400.000 طنّ في 2010 إلى 900.000 طنّ 2013. وتراجعت مبيعات المازوت من 70 بالمائة من الوقود الموزّع من قِبل (نفطال) في 2008 إلى 45 بالمائة اليوم بفعل الارتفاع المنتظم لاستهلاك البنزين في الجزائر. ويرى المهنيون أن مزايا محرّك (الديازال) تكمن في متانته وديمومته، حيث -كما أوضحه خبير فرنسي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية- (يمكن قطع مسافة تفوق 500.000 كلم بمحرّك ديازال عصري مقابل 400.000 كلم بمحرّك يسير بالبنزين). كما يسمح المازوت باستهلاك أقلّ مقارنة مع البنزين، ويعدّ سعر زيت الوقود (منخفضا في الجزائر مقارنة بالخارج) (70ر13 دينار). غير أن صيانة محرّكات (الديازال) تكلّف أكثر، ويعدّ سعر شراء السيّارات التي تسير بالمازوت مرتفعا مقارنة مع السيّارات التي تسير بالبنزين، حيث عادة ما يتعدّى الفارق 100.000 دينار. أمّا حجّة محبّي السيّارات التي تشتغل بالبنزين فتتمثّل في صعوبة إعادة بيع سيّارات المازوت (الديازال) بعد سنوات من الاستعمال. ومع كلّ هذا فقد حقّقت التكنولوجيا نتائج (مذهلة) في السنوات الأخيرة من خلال إدخال محرّكات (الديازال) تشتغل بالمازوت حديثة لا تحدث ضجيجا عند السير وهي أسرع من السابق إلى درجة أن الفرق في الأداء يتقلّص سنة بعد سنة بين النوعين من المحرّكات. أمّا السيّارات التي تشتغل بالمازوت فهي الوحيدة التي قطعت مسافة مليون كيلومتر بمحرّك أصلي صدّق عليه الخبراء قبل إثبات هذا الرّقم القياسي. وبخصوص غاز البروبان المميّع والغاز الطبيعي المضغوط وهما من أنواع الوقود الأقلّ تلويثا، فقد تأسّف المختصّون لكون سائقي السيّارات مازالوا يجهلون مزايا هذين المنتوجين بالرغم من سعريهما المنخفضين. ويمثّل غاز البروبان المميّع اليوم 2 بالمائة من أنواع الوقود الذي تسلّمه (نفطال).