عادة ما يشد انتباهنا ونحن سائرون منظر يندى لها الجبين أبطاله بعض أصناف السائقين الذين يطلقون العنان لمشاكساتهم على مستوى الطرقات لمجرد هفوة حصلت من سائق آخر، فيكون حظه من كل ذلك "البهدلة" والسب والشتم وحتى التلفظ بكلام خادش للحياء على مسامع العابرين دون أدنى حياء وعادة ما تطورت الأمور إلى حد التعارك وسط الطريق باستعمال وسائل حادة، فانقلبت طرقنا إلى زريبة تضم مختلف الأصناف الذين لا يتوانون على إطلاق الكلمات الجارحة والبذيئة على من اخطأ في حقهم دون قصد ودون أدنى اعتبار للعائلات المارة بمحاذاتهم، فيُدهس شرفها في تلك اللحظات حتى صار الكل يتفادى الخروج برفقة عائلته بالنظر إلى تلك الممارسات المشينة التي صارت تملأ طرقاتنا من كل جانب، ولم يسلم منها لا الشاب ولا الكهل ولا الشابة ولا العجوز فلا احترام ولا تقدير لأي كان من طرف هؤلاء الجاهلين الذين سولت لهم أنفسهم التعدي على حرمة الآخرين في الطرقات، ولا تهمهم في ذلك العائلات العابرة من هناك والتي تلحق مسامعها تلك العبارات المشينة والغريب في الأمر أن هؤلاء المقدمين على تلك الأفعال صاروا لا يبالون بمن حولهم ويتحججون بنرفزتهم وعصبيتهم الزائدة في تلك الأثناء، بسبب الهفوة التي صدرت من طرف سائق آخر بعد أن سلبهم أولوية العبور أو انتهاجه لأي أسلوب آخر أجج غيظهم. من غير اللائق إتيان تلك السلوكات على مستوى طرق عمومية مهما كان الأمر ومهما بلغت درجات الغضب، لاسيما وان تلك السلوكيات بعيدة كل البعد عن مظاهر التخلق والتحضر وللأسف صارت شائعة بأغلب طرقاتنا وشوارعنا. اقتربنا من البعض لرصد آرائهم حول تلك الظاهرة المشينة التي صار ينتهجها بعض السائقين على مستوى الطرقات بعد إعلانهم الحرب على من اعترى طريقهم حتى دون قصد، فقالت السيدة وردة: بالفعل صار المرء منا لا يجرؤ على مرافقة عائلته في النزهات والخرجات تفاديا لتلك المواقف الصعبة التي صارت طرقاتنا مرتعا لها بفعل تلك الحروب والصراعات القائمة بين السائقين ولا نقل كلهم، فبعض الأصناف تجاوزت أفعالهم وتصرفاتهم الأطر المعقولة ولحق بهم الأمر حتى إلى التلفظ بتلك العبارات الخادشة للحياء وحتى الوصول إلى العراكات باستعمال الوسائل الحادة في حالة ما إذا لم يتقبل احد الطرفين ما صدر من الطرف الثاني، لاسيما في حضور الأهل الذي لم يعرهم احد الأطراف بأدنى اعتبار، وأضافت أن تلك الممارسات ملأت جل طرقاتنا وصارت ظاهرة تميزها في الآونة الأخيرة لمجرد خطأ صغير صدر من سائق آخر دون عمد أو قصد، فتكون النهاية سماعه تلك العبارات والسب والشتم ويسوء الأمر أكثر بحضور العائلة مما يؤدي إلى تطور الأحداث ووصولها إلى معارك دامية على مستوى بسبب هفوة عابرة. وهو أمر سلبي وجب الكف عنه لاسيما وانه مخل بالآداب العامة وخادش لحياء العابرين.