عرفت منطقة بئر توتة كثافة سكانية عالية بعد عمليات الترحيل الواسعة التي شهدتها المنطقة، بحيث رحل العديد من سكان العاصمة إلى تلك المقاطعة التي أضحت تميزها الحيوية بالنظر إلى المشاريع السكانية الضخمة التي تشهدها، وعلى الرغم من توفر أغلب المرافق لازال السكان يشتكون من قلة الخطوط نحو العاصمة لاسيما وأن جلهم يرتبطون بها بغية العمل والدراسة، وعلى الرغم من فتح خطوط جديدة عبر حافلات إتوزا إلى العاصمة مازال السكان يعانون من المشكل لاسيما مع تأخر الحافلات التي تتوفر خلال كل ساعتين بعد الساعة السابعة والنصف على خلاف الحافلات المتوجهة إلى الحراش والتي تتوفر في كل ساعة رغم حاجة الكل إلى التوجه إلى العاصمة. اقتربنا من بعض المسافرين على مستوى محطة الأحياء الجديدة ببئر توتة فوجدناهم على الأعصاب بسبب ندرة حافلات النقل الخاصة والعمومية على حد سواء مما يعطلهم عن مشاغلهم ومواعيدهم الطبية، وعلى الرغم من انفراج الأزمة قليلا إلا أن سوء التنظيم أحدث خلطا لاسيما مع عدم التزام بعض سائقي الحافلات بمواعيد انطلاقهم حسب ما عبر عنه المسافرون، إذ ينطلقون حتى قبل ملء الحافلات، أحد المواطنين قال إن الكثافة السكانية تتطلب مضاعفة وسائل النقل بالأحياء الجديدة خاصة وأن المحطة المركزية للنقل تبعد عن الأحياء الجديدة ويصعب قطع المسافة مشيا على الأقدام، ورغم السعي الحثيث لتوفير وسائل النقل وتلبية حاجيات المسافرين إلا أنها تبقى ضئيلة خصوصا تلك التي تنقل المسافرين إلى العاصمة التي وجب توفيرها خلال كل ساعة، إذ قال إنه مكث منذ الساعة الثامنة وإلى غاية التاسعة ولم تقدم حافلة إتوزا وتم إعلامه أنه سوف تقدم على الساعة العاشرة وكان من الأولى أن تتوفر الحافلة كل ساعة لتسهيل التنقلات على المسافرين. مواطنة أخرى قالت إن أصحاب سيارات الكلوندستان أرهقوا جيوبهم بتلك الغرامات التي يفرضونها عليهم في كل مرة بعد أن انتهزوا أزمة النقل التي تعرفها الناحية، وصاروا يفرضون غرامات على المسافرين وعلى الرغم من مساهمة حافلات إيتوزا في فك الأزمة إلا أن خدماتها تبقى قليلة بسبب تباعد أوقات الرحلات وكان من الواجب تقريبها لضمان تنقلات المسافرين وتسهيلها. ورأى جل من تحدثنا إليهم بضرورة توسيع الخطوط من وإلى العاصمة لاسيما فيما تعلق بحافلات إيتوزا بالنظر إلى الخدمات التي تقدمها وارتباطهم بها في تنقلاتهم، بل وصاروا يفضلونها عن النقل الخاص ومشاكله التي لا تنتهي والمتمحورة في التماطل في الإقلاع وتضييع الوقت وإهداره عبر المحطات الفرعية ومن ثمة التأخر في الوصول إلى المشاوير، فالكثافة التي أضحت تشهدها المنطقة توجب اتحاد تدابير وحلولا عاجلة لدراسة كل المشاكل التي يعاني منها سكان المنطقة خصوصا وأنهم ألفوا الحياة اليسيرة في العاصمة من ذي قبل وابتعادهم عنها أحدث فجوة تسعى السلطات إلى احتوائها بكل السبل بتوسيع النقل وفك العزلة عن تلك المناطق وإعطائها الصبغة الحضارية من حيث المشاريع العمرانية الضخمة، ويتمنى الكل لو تستكمل تلك الخطوات بتوفير جل المرافق الضرورية التي تسعى المقاطعة ممثلة في السلطات المحلية على تجسيدها.