تناقلت مصادر إعلامية متفرقة أخبارا تؤكد حصول فضيحة جديدة، من العيار الثقيل، لفرنسا الدموية في جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن تورّط جنودها هناك في قتل عدد من العزّل، حين سقط العشرات من القتلى والمصابين في اشتباكات يومي الأحد والإثنين بين ميليشيا وجنود فرنسيين في جمهورية إفريقيا الوسطى التي يواجه المسلمون فيها حرب إبادة حقيقية، وكان جنود دولة هولاند الدمويون قد قتلوا أربعة مسلمين يوم الخميس الماضي. وقال شاهد العيان ديمانش نجودى، لوكالة أسوشيتد برس (إن الاشتباكات بدأت منذ الأحد بين متشددين مسيحيين وأعضاء سابقين بجماعة إسلامية متمردة) وقال نجودى (إن القوات الفرنسية تدخلت). وقال نجودي الذي شهد القتال (إن القوات الفرنسية قتلت عدة متشددين)، وأضاف أن (معظمهم كانوا مسلحين)، ولكن ثلاثة كانوا عزل على ما يبدو. من جانبه قال المتحدث باسم القوات الفرنسية الكابتن سيباستيان إيسرن، (إنه يتم تسيير دوريات منتظمة في المدينة، التي شهدت قتالا كبيرا). وأضاف أن (دورية تعرضت لإطلاق نار من قبل جماعة مسلحة وردت بإطلاق النار)، ولم يذكر عدد القتلى، واكتفى بالقول إن الجماعة المسلحة تم (تحييدها). وتعيش إفريقيا الوسطى ولاسيما العاصمة بانغي موجة هائلة من العنف والإشتباكات المتواصة بين الطائفتين المسيحية والإسلامية، منذ أن تولى الرئيس السابق جيتودا الحكم. مسلمو إفريقيا الوسطى يواجهون الموت تعيش منطقة بودا حالة الفوضى التي تعمّ البلاد منذ أواخر عام 2012، حين تحوّل صراع على السلطة إلى اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين، دفعت نحو مليون للنزوح عن ديارهم. ويقول المسلمون في بودا إنّ من يتجاوز حدود الجسرين التي أصبحت تمثل الخطّ الفاصل بين الحياة والموت، يُقتل على أيدي مقاتلي ميليشيات مسيحية عازمة على طرد المسلمين من البلاد، رغم انتشار قوات حفظ سلام فرنسية وإفريقية. وترتفع أعلام فرنسا فوق أكشاك، وتجوب من آن لآخر بضع مدرعات فرنسية شوارع المدينة، التي تبعد 115 كيلومتراً غرب العاصمة بانجي. وعلقت لافتة تمتدح القوات الفرنسية، في ضاحية مسلمة، اعترافاً بفضلها في تخفيف معاناتهم. وأنهت الأزمة حالة الوئام بين المسلمين والأغلبية المسيحية، التي تفاخر بها إفريقيا الوسطى على مدى تاريخها، وأدّت لتحذيرات من إبادة جماعية في المستعمرة الفرنسية السابقة. ويقول زعيم الميليشيات في بودا، الكابتن دوباني فيرمين، إنّه "يمكننا أن ننتظر عشر سنوات حتى يرحلوا، وإن لم يفعلوا فسنظل مرابطين في موقعنا"، وتابع "لن نقبل بأن نعيش مع المسلمين، على المدى الطويل، يحقّ لنا قتل المسلمين." وفي مؤشر على تصاعد سيناريو العنف، قتل مسلحون من متمردي سيليكا المسلمين قساً في بلدة باوا الشمالية، وفق ما ذكر مسؤول في كنيسة في بانجي، وذلك بعد يومين من قيام مسلحي سيليكا باختطاف أسقف من بلدة بوسانجاو القريبة لفترة وجيزة. وفرّ جميع المسلمين تقريباً من بانجي، منذ طرد متمردي سيليكا الذين استولوا على السلطة في مارس 2013، وذكرت الأممالمتحدة أنّ غرب البلاد يشهد عملية تطهير تستهدف المسلمين. ووافق مجلس الأمن الدولي، الشهر الجاري، على تشكيل قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، قوامها 12 ألف فرد، وسيجري نشرها في سبتمبر. وتقول الأممالمتحدة إنّ أكثر من نصف عدد السكان، البالغ 4.5 مليون، يحتاج مساعدات إنسانية، لكن المانحين قدّموا أقل من 30 في المائة من الإغاثة العاجلة اللازمة، وتُقدّر ب550 مليون دولار. ويتدفق اللاجئون على الكاميرون المُجاورة، بمعدل عشرة آلاف أسبوعياً، ورغم فشل القوتين الفرنسية والإفريقية في إقرار النظام، إلا أنهما ترافقان المسلمين للخروج بأمان، ويذهب معظمهم إلى تشاد المجاورة. ويقول المتحدث باسم المسيحيين في بودا، سيمبونا جاي كوبين، إنّه "إذا أراد المسلمون الرحيل، يمكن أن ترافقهم القوتان الفرنسية والإفريقية، ولا توجد مشكلة. لن نقتلهم. لا نريد سوى أن يرحلوا". بدء عملية لمِّ شمل اللاجئين المسلمين في إفريقيا الوسطى بدأ فريق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في لمِّ شمل النازحين في موقع بمدينة "بامباري" على بعد نحو 400 كيلومتر من شمال شرق "بانجي" العاصمة وذلك بالتعاون مع نشطاء في مجال الإغاثة. وذكر راديو "فرنسا الدولي" أمس (الثلاثاء) أن هذه العملية تعد الاولى من نوعها في جمهورية إفريقيا الوسطى وذلك منذ أن أعلنت مليشيات مناهضة السواطير (أنطي بلاكا) الحرب على المسلمين في البلاد.. مضيفًا أن هذه العملية شملت حتى الآن نحو 93 نازحًا حيث لجأ المسلمون الذين حاولوا الفرار من أعمال العنف المندلعة في البلاد إلى الدول المجاورة لاسيما تشادوالكاميرون. وأوضح الراديو، أن هذه العملية تعد تجريبة ومن المفترض أن تعمم في كافة أراضي إفريقيا الوسطى وهذا يعد أمل القائمين على لمّ الشمل في "بامباري". ومن جانبه، قال "جوزيف زاباتر" منسق المفوضية السامية إنه تم اتخاذ تدابير المساعدة والإقامة والحماية لهؤلاء السكان والتي تتولاها المفوضية، وذلك لأن السلطات والدولة في موقف ضعف ويعانون من نقص الموارد. وأكد زاباتر، أن المفوضية ستبذل كافة جهودها من أجل أن لا يصبح العائدون عبئا على أي من السكان المحليين أو السلطات المحلية. ونددت "أنطوانيت مونتين" الوزيرة المكلفة بالمصالحة في إفريقيا الوسطى، بدورها، بعملية لمّ الشمل حيث كانت تأمل في أن تكون جزءا من هذا القرار، مشيرة إلى أنه بكونها عضو في الحكومة، لم يتصل بها أي شخص بصفتها وزيرة للمصالحة لمعرفة ما تستطيع أن تقدمه. وأفادت مونتين، بأنها لاحظت قيام المجتمع الدولي بنقل السكان المسلمين تارة داخل البلاد وتارة أخرى خارجها. يذكر، أنه يوجد نحو 650 ألف نازح في إفريقيا الوسطى منذ بداية الأزمة هناك، وفقًا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوشا).