واعلن الجنرال فرانسيسكو سوريانو الذي يتولى قيادة العملية الفرنسية سانغاريس عبر الدائرة المغلقة للصحافيين ان "المرحلة الثالثة بدات هذا الاسبوع، بدانا الانتشار في الشرق". واضاف ان "الهدف هو احلال سلطة الدولة ووضع حد لتصرفات العصابات المسلحة ونزع اسلحتها". واوضح الجنرال ان "هذه المرحلة الثالثة باتت ممكنة بفضل (...) التعزيزات التي قدمها الرئيس الفرنسي" فرنسوا هولاند الذي قرر في منتصف شباط/فبراير ارسال 400 عسكري اضافي ما رفع عديد القوة الفرنسية الى الفي رجل. وينتشر ايضا نحو ستة الاف عسكري افريقي داخل قوة الاتحاد الافريقي في افريقيا الوسطى. لكن الحكومة التشادية اعلنت الخميس سحب قوتها المؤلفة من 850 رجلا منددة ب"حملة مجانية ومغرضة" ضد قواتها. واتهم الجنود التشاديون مرارا منذ تولى تحالف سيليكا المتمرد ذو الغالبية المسلمة، السلطة في بانغي في اذار/مارس 2013، بالتواطؤ مع مقاتلي هذا التحالف -- وبعضهم تشاديون --، وحتى بانهم التزموا موقفا سلبيا حيال التصفيات التي كانت سيليكا تقوم بها، وهو ما نفته نجامينا على الدوام. وقد كلفهم ذلك عداوة قسم من سكان افريقيا الوسطى. وفي نهاية الاسبوع الماضي، قتل جنود تشاديون 24 شخصا على الاقل عند مدخل بانغي بعدما تعرضوا لهجوم بالقنبلة اليدوية، بحسب القوة الافريقية وحكومة افريقيا الوسطى. وستحصل عملية سانغاريس والقوة الافريقية على تعزيزات من 800 جندي من المهمة العسكرية الاوروبية "يوفور- جمهورية افريقيا الوسطى" التي تصبح عملانية في نهاية ايار/مايو. واكد الجنرال سوريانو ان "وصول يوفور- جمهورية افريقيا الوسطى سيسمح لنا بتوسيع انتشارنا في شرق وشمال البلاد". لكنه عارض من جهة اخرى قيام فرنسا بتنفيذ عملية اجلاء نحو 19 الف مسلم تطاردهم الميليشيات المسيحية (انتي بالاكا)، كما تامل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. واكد "جوابي واضح: ارفض ذلك. ان دورنا هو حماية السكان والقيام بكل ما في وسعنا لكي يتمكنوا من العيش حيث عاشوا على الدوام". وميليشيات انتي بالاكا التي تشكلت ردا على التصفيات التي استهدفت السكان ونفذها تحالف سيليكا طيلة اشهر، ضمت في بداية الامر قرويين مسيحيين في غرب افريقيا الوسطى، وتهاجم منذ ذلك الوقت السكان المسلمين الذين يفرون بكثافة من البلد الغارق في المجازر الطائفية. واطلق الجيش الفرنسي عملية سنغاريس في الخامس من كانون الاول/ديسمبر الماضي لاحلال الامن في جمهورية افريقيا الوسطى بعد تفويض القوات الفرنسية بالتدخل على اثر تصويت في الاممالمتحدة. واعتبر الرئيس فرنسوا هولاند الثلاثاء ان الوضع الامني في افريقيا الوسطى "تدهور" وان المسلمين "مستهدفون مباشرة" فيها. ومنذ سنة، تمر المستعمرة الفرنسية السابقة والدولة التي تعتبر بين الاكثر فقرا في العالم والتي اعتادت على الانقلابات المتكررة وحركات التمرد، بازمة غير مسبوقة اوقعت الاف القتلى ومئات الاف النازحين.