سبّب قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المعلن عنه أوّل أمس والقاضي بتعيين عبد المالك سلاّل وزيرا أوّل خيبة أمل كبيرة لدى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، حيث لم يتوان في إبداء تحفّظه بكلّ صراحة من قرار الرئيس، مجدّدا التأكيد على اعتقاده بأن (حزب الأغلبية أولى بقيادة الحكومة). عبّر سعيداني أمس لدى إلقائه كلمته الافتتاحية بفندق (المنقادا) بحظيرة الحيوانات لبن عكنون بالجزائر العاصمة، لدى تنشيطه الحفل الذي أقامه على شرف الصحفيين بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وحرّية التعبير المصادف ل 3 من شهر ماي، عن امتعاضه من قرار تعيين عبد المالك سلاّل وزيرا أوّل، قائلا: (لم أر في أيّ بلد حكومة من الأغلبية الحزبية يتمّ تعيين رئيسها خارج الحزب المنتخب)، معتبرا أن الحزب العتيد له الحصّة الأكبر والفضل في تزكية الرئيس لعهدة رابعة. واتّهم عمار سعداني ما سمّاه بالطابور الخامس بمحاولة إزالته من رأس الحزب قائلا: (إن هذا الطابور لا يترك أيّ سياسي مهني في مكانه إلاّ ويزيحه مثلما أزاح عبد الحميد مهري، بن فليس وغيرهما)، فيما أضاف أن هناك حملة تشنّ ضده لا لشيء سوى لأنه طالب بالتغيير على حد تعبيره ، (وإذا كان التغيير في الحزب يكون برحيل سعيداني سأكون أوّل الرّاحلين). وعن الصحافة الجزائرية وجّه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني أمس تصريحات مثيرة أوضح فيها أنه لم يعد هناك وجود ل (صحافة الأجهزة)، وقال إن حزبه لم يقص أيّ صحفي أو جريدة مهما كان توجّهاتها، مردفا في سياق حديثه أن هناك صحفيين مسّوا عرضه وعائلته بسوء على حد تعبيره وذلك من خلال نشرهم لمقالات مسيئة إليه. على هامش الحزب نظّم سعداني ندوة صحفية ردّ فيها على المقترحات التي سيطرحها حزب الأفلان حول التعديل الدستوري، (إن كلّ مقترحات الحزب جاءت في خطاب الرئيس، وأن الدستور المقبل ستكون فيه فوائد كبيرة لبناء دولة القانون وحماية الصحافيين ومساحة كبيرة للمعارضة). وأضاف الأمين العام لحزب الأفلان أنه أعطى عشرة خطوط أساسية لتعديل الدستور وسينفّذ الكثير منها، مؤكّدا أن حزبه يؤمن بالتعدّدية وهو متّهم دائما بأنه يزوّر ومع السلطة وأنه ضد التغيير. وفي سياق آخر، اتّهم الأمين العام للأفلان جريدة واسعة الانتشار في الساحة الإعلامية الجزائرية بشنّ حملة شرسة ضده منذ 2007، متحدّيا إيّاهم تقديم الدليل على أنه يملك تلك الثروة التي سبق وأن أعلنت عنها الجريدة في إحدى مقالاتها الصحفية. سعيداني الذي قال إن البلاد بحاجة إلى أحزاب قوية تقدّم رجالا أقوياء دعا باقي التنظيمات السياسية والصحافة إلى المساهمة في إفراز الدستور وانتقد كلّ من يريد ويطالب بحلّ البرلمان بأن يأتي بالحجج. ومن جهة أخرى، طالب عمار سعيداني بتهذيب العمل الصحفي والعمل السياسي، أين قال: (أعلم جيّدا الوضعية الاجتماعية للصحفيين، وأن هناك صحافة صفراء وأحزاب صفراء غير معروفة تكون تارة إلى جانب المعارضة وتارة أخرى موالية للنّظام). وحول وضعية الصحفي الجزائري ذكر المتحدّث أنه معروف لدى العام والخاص أن أغلب الصحفيين يعيشون وضعية اجتماعية مزرية، مبديا مساندته لهم وتضامنه معهم ومساعدتهم في القريب العاجل.