يشتكي سكان 4 أحواش تابعة لبلدية بوركيكة دائرة حمر العين الأوضاع المزرية التي يخبطون فيها منذ أزيد من 20 سنة في ظل التهميش والعزلة المفروضة عليهم من طرف السلطات المعنية، التي تمارس عليهم سياسة الصمت المطبق اتجاه انشغالاتهم ومعاناتهم التي طال أمدها حسب هؤلاء السكان المحرومون من أبسط ضروريات العيش الكريم، حيث يفتقر الحي الذي يضم أكثر من 800 عائلة موزعة عبر الاحواش إلى المرافق التنموية الضرورية كالمدرسة والغاز الطبيعي والمركز الصحي والمسجد وغيرها من المرافق العمومية. مليكة حراث وعود متكررة يتلقاها السكان في كل مرة من طرف ذات الجهات الوصية، بإدراج أحيائهم ضمن المشاريع التنموية لانتشالهم من بؤر البوس والفقر والمأساة على حد تعبيرهم، إلا أن نداءاتهم بقيت مجرد شعارات يرددها على مسامعنا كلما توجهنا لإيداع شكاوينا ورفع صرختنا على حد تعبير ممثل السكان ل أخبار اليوم والهاجس الأساسي الذي يعاني منه هؤلاء السكان أن أطفالهم يعانون جراء بعد المؤسسات التربوية سيما غياب المدرسة الابتدائية التي من المفروض تكون بالحي للتوفير الراحة لأطفالهم، والحفاظ عليهم من الاعتداءات واختطاف فضلا عن تعرضهم لحوادث المرور، إلى جانب معاناة السكان مع افتقارهم لمرافق الضرورية يضيف إليها معاناتهم مع أزمة وسائل النقل التي تعد هاجس أرق حياتهم، ويقول محدثنا هي من الأسباب التي أدخلت السكان في عزلة. مخاطر الاختطاف والاعتداء كابوس يومي وفي حديثهم عن معاناتهم جراء هذا التهميش والعزلة التي يتخبطون فيها في تلك الاحواش، عبر هؤلاء السكان خلال حديثهم معنا عن تذمرهم الشديد أمام التماطل والتجاهل اتجاه مشاكلهم من طرف المعنيين، والذي انجر عنه تعرض أطفالهم لمخاطر الطريق التي يجبرون على قطعها يوميا للالتحاق بمقاعد الدراسة خصوصا أنه وحسب ما ذكره هؤلاء السكان أن الأطفال يقطعون مسافات طويلة عبر طرق ثانوية خالية ويعرضون بذلك أنفسهم لمخاطر الاعتداءات والسرقات من طرف الشبان المنحرفين، فضلا عن الاختطافات التي باتت تهدد أبناءهم والتي يكون ضحيتها هؤلاء الأطفال الذين يتخوفون في كل مرة يجبرون على السير فيها خصوصا في فصل الشتاء أين يضطرون للخروج باكرا من منازلهم من أجل أن يلتحقوا بمدارسهم دون تأخر، وحسب شهادة هؤلاء فإن هذه المخاطر والمخاوف والتعب يؤثر سلبا على مستوى تحصيلهم المدرسي. وما زاد من معاناة هؤلاء وتعرضهم لمخاطر الطريق والاعتداءات هو عدم استفادة بعض أطفال المنطقة من النقل المدرسي، مما يجبر هؤلاء على تدبر أمرهم من أجل التنقل إلى مدارسهم بالأحياء المجاورة، وما زاد الطين بله هو تلك الأوحال والبرك التي تميز تلك الأحواش بسبب عدم تعبيد طرقها وكلها عبارة عن مسالك ترابية، مما عرقل الحركة داخلها وتعذر على أصحاب سيارات الكلوندستان دخولها لنقل المسافرين أو المتمدرسين مما جعل هؤلاء السكان يتخبطون يوميا لقطع مسافة من الحي إلى الطريق الرئيسي من اجل الذهاب إلى العمل أو الدراسة. أنها فعلا ظروف مزرية وكارثية وقفت عليها أخبار اليوم أثناء زيارتها لعين المكان، ولم يتوقف المشكل عند هذا الحد بل يضاف اليها مشكل أكثر حدة من سابقيه وهو غياب الإنارة العمومية التي باتت هاجسا أرهق السكان الذين أعربوا عن سخطهم الشديد من السياسة المنتهجة والرامية لعدم اكتراث هؤلاء المنتخبين ضاربين مشاكلهم اليومية عرض الحائط، وفي السياق ذاته أكد لنا السيد (اخلف .ع) قاطن بأحد الاحواش أن غياب الإنارة العمومية تسبب في عدة اعتداءات والسطو على المنازل بسبب الظلام الحالك والعزلة المضروبة التي يتميز بها تلك الاحواش، ولم نكن نتصور أن نجد واقع سكان يعيشون ذلك التهميش والحقرة في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الطبيعية كباقي المواطنين إنه فعلا واقع مر يصارعه هؤلاء الأبرياء خاصة الأطفال الذين يدفعون فاتورة سياسة الإجحاف في حقهم من طرف المسؤولين مما جعلهم يعيشون تحت وطأة الحياة البدائية بالرغم من أن تلك الاحواش لا تبعد عن مقر البلدية إلا كيلو مترات فقط. وأمام هذه الأوضاع الكارثية والتهميش الذي طالهم، رفع هؤلاء السكان مطالبهم عبر هذا المنبر الإعلامي للجهات المعنية لاحتواء مشاكلهم والحد منها بإطلاق مشاريع تنموية تخرجهم من العزلة القاتلة والمعاناة اليومية، سيما المتعلقة بإنجاز مؤسسات تربوية شأنها تنهي مخاطر الطرق التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال يوميا، إضافة إلى توفير الإنارة العمومية حفاظا على سلامة السكان وممتلكاتهم -يقول محدثونا-.