في الوقت الذي ينعم فيه بعض الأطفال المتمدرسين بالرعاية التامة من توفير النقل المدرسي الذي يقلهم إلى مقرات مؤسساتهم أو الذهاب رفقة أوليائهم خوفا عليهم من الاختطاف والتعرض للاعتداءات بالطريق، هناك آخرون محرومون من التكفل ويقطعون مسافات على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، كما أنهم محرمون من أبسط الضروريات على غرار توفير وسيلة نقل والتي تعد حقهم الشرعي كباقي الأطفال المتمدرسين. وهذه الفئة معرضة في أي وقت للاعتداءات أو الاختطاف نتيجة تهميشها وبعدها عن مقرات سكناتها. يعيش سكان حي أولاد زيدان التابع لبلدية الكاليتوس أوضاعا أقل ما يقال عنها أنها كارثية ومزرية للغاية في ظل النقائص التي يعاني منها الحي والتي تتمثل في الانقطاعات المتكررة للكهرباء، والنقص الفادح للمياه، إلى جانب الطرق التي لم تعبد إلى يومنا هذا وانعدام شبكة الإنارة العمومية وكذا الغاز الطبيعي التي اعتبرها السكان من أهم مطالبهم. وفي جولة قادت (أخبار اليوم) إلى عين المكان وقفت على حجم المعاناة اليومية التي يتخبط فيها هؤلاء خصوصا الأطفال المتمدرسون الذين يواجهون جحيما حقيقيا بكل ما تحمله الكلمة من معاني خصوصا في فصل الشتاء في ظل انعدام النقل المدرسي، ومن خلال حديثنا مع بعض السكان عبروا لنا عن مدى تذمرهم واستيائهم من غياب تلك المرافق الضرورية، التي أدت إلى عيشهم في عزلة رهيبة خصوصا أن الحي يبعد بكيلومترين عن مركز البلدية، وهذا ما يجبر هؤلاء السكان يوميا على قطع تلك المسافة مشيا على الأقدام من أجل قضاء حاجياتهم اليومية، والالتحاق بمقاعد الدراسة، واشتكى هؤلاء السكان من كون الحي يعاني غياب المرافق الضرورية، على رأسها ابتدائية وقاعة للعلاج، وهذا ما يجبرهم على الانتقال إلى المدينة التي تبعد عليهم ببعض الكيلومترات من أجل قضاء أبسط الحاجيات. وما زاد من معاناة وتذمر هؤلاء القاطنين، الحالة الكارثية التي تتواجد عليها الطرق والمسالك الداخلية للحي، حيث أن هذه الأخيرة وبسبب عدم تزفيتها أصبحت (ممرات الطين) التي يصعب المشي فيها صيفا وشتاء، فالغبار سيد الموقف في الصيف، فيما يعاني السكان من الطين والأوحال شتاء، التي تحول المسالك إلى مستنقعات، وأضاف محدثونا أنهم ضاقوا ذرعا من حياة التهميش والعزلة المفروضة عليهم كما لو كانوا يقطنون بأقصى المناطق الداخلية بالبلاد وليس بضواحي العاصمة سيما المتمثلة في المرافق العمومية والضروريات على غرار المركز الصحي أو المؤسسات التربوية، فضلا عن المرافق الأخرى التي من شأنها أن تخرج السكان من الحياة البدائية التي تلازمهم ونحن في الألفية الثالثة على حد تعبيرهم، وأمام هذه الأوضاع الصعبة والقاسية التي يعاني منها قاطنو الحي المذكور ناشد هؤلاء السلطات المعنية والولائية ضرورة التدخل السريع والالتفاف إلى قضيتهم والعمل على إنهاء معاناتهم التي طال أمدها خصوصا ما يتعلق بأهم مطلبين وهما المركز الصحي وشبكة الغاز الطبيعي وتهيئة الطرقات في أقرب الآجال. إلى جانب مطالبتهم بإنشاء شبكة للإنارة العمومية تنهي خطورة الاعتداءات والسرقة التي تطبع يومياتهم في ظل انعدام الأمن ما يجبر حظر التجول ليلا على السكان.