يحظى شهر رمضان بأهمية كبيرة جداً عند الباكستانيين، إذ يحتفلون به بأسلوبهم الخاص، ويتمسكون ببعض القيم والعادات والتقاليد. ولعل أبرزها: الاهتمام بتعليم وتعويد الأطفال على المداومة على الصوم، والثناء عليهم، وإقامة احتفالات خاصة بهم. ويتم منح الأطفال العديد من الهدايا والجوائز من الأصدقاء والأقارب؛ تشجيعاً وتقديراً لصيام شهر رمضان لأول مرة في حياتهم، وحثهم وإرشادهم على مداومة الصوم في السنوات المقبلة، إذ تعتبر "العناقيد" واحدة من أشهر وأجمل الهدايا التي يحبها الأطفال في دولة باكستان، وتشجعهم وتحثهم على تحمّل متاعب صيام أول أيام الشهر الكريم. ويتقيد الشعب الباكستاني باللباس المحتشم الطويل الذي يكون ساترا للجسم، وبالأخص في شهر رمضان. ويلاحَظ تزايد درجة الالتزام والتقيد، خاصة من قبل النساء، اللائي يحرصن على ارتداء الحجاب الساتر. ومن عاداتهم أيضاً لبس الأحجبة عند سماع صوت الأذان؛ فلا يجوز للمرأة أن تستمع إلى صوت الأذان وهي كاشفة شعرها. ومن أهم العادات والتقاليد في باكستان المداومة على "الإفطار الجماعي"؛ فنادراً ما نجد شخصاً يفطر لوحده، وكثيراً ما تجد الشعب الباكستاني يجلسون في تجمعات كبيرة، ويبدون اهتماما كبيراً بالناس الفقراء في هذا الشهر المبارك. ويحرصون على توفير اللباس والطعام والشراب للجميع، حيث يلعب الأغنياء دوراً مهماً وكبيراً في إطعام الفقراء، ويعملون على تأمين كميات وفيرة من الطعام، وتوزيعها عليهم، حيث تتولى الجمعيات الخيرية مكانة مهمة في تنظيم حملات "الإفطار الجماعي"، الذي يعمل على جمع الفقراء مع الأغنياء؛ فالجميع يكونون سواسية في شهر رمضان الكريم. ويشتهر الباكستانيون بتناول أطعمة معيّنه عند الإفطار في شهر رمضان. وأشهرها: "السمبوسة" بجانبها "البطاطا". ويفضلون أيضاً تناول مزيج من أنواع الحلوى، حيث يتم إعداد الطعام على أيد أشخاص متخصصين في مجال المطاعم التي تشتهر بها باكستان. ومن أشهر عادات وتقاليد هذا البلد، أن الباكستانيين يتناولون وجبة الإفطار في مدة زمنية قصيرة للغاية؛ ليتفرغوا بكامل وقتهم بعد الإفطار، للصلاة، حيث يحرصون على إقامة صلاة التراويح في كل ليلة على وقتها المحدد.